إسرائيل تخطط لعهد جديد في الشرق الأوسط يبدأ من إيران وسوريا ويمتد إلى لبنان وغزة

2025.11.07 - 04:53
Facebook Share
طباعة

كشف معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي (INSS) في ورقة تحليلية جديدة أن على إسرائيل أن تبدأ منذ الآن الاستعداد لما بعد مرحلة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، معتبرًا أن التحولات الداخلية في الولايات المتحدة تفرض على تل أبيب إعادة تقييم علاقتها الاستراتيجية بواشنطن.

وأشار التقرير إلى أن الاستطلاعات الأمريكية الأخيرة تُظهر تراجعًا ملحوظًا في التأييد الشعبي والسياسي لإسرائيل، مقابل ارتفاع التعاطف مع الفلسطينيين إلى مستويات غير مسبوقة خلال ربع قرن.

ووصفت الورقة ترامب بأنه "رئيس فريد من نوعه" شكّل حليفًا استثنائيًا لإسرائيل في الشرق الأوسط والعالم، لكن استمرار هذا الدعم القوي بعد رحيله "ليس أمرًا مضمونًا"، مما يفرض على تل أبيب تحديد أهداف سياستها تجاه واشنطن خلال ما تبقى من ولايته الثانية.

 


تدخل ترامب في غزة: علاقة وثيقة أم تبعية سياسية؟

اعتبر التقرير أن تدخل ترامب في الملف الأمني الإسرائيلي، خصوصًا عبر خطته لإنهاء الحرب في غزة، يجسّد عمق العلاقة بين واشنطن وتل أبيب، لكنه في الوقت نفسه يعكس حالة اعتماد مفرط قد تجعل إسرائيل أقرب إلى "دولة محمية أمريكية".
ورغم هذا التقارب، يرى المعهد أن العلاقات الأمريكية – الإسرائيلية تواجه تحديات بنيوية بسبب التحولات الداخلية في المجتمع الأمريكي، سواء الديموغرافية أو السياسية، مع صعود التيار التقدمي الذي ينظر إلى إسرائيل كرمز لـ"الاستعمار الأبيض" في مواجهة "شعب فلسطيني مضطهد".

 


أفول نفوذ الإنجيليين البيض

تؤكد الورقة أن قاعدة الدعم الإنجيلي، التي طالما مثّلت العمود الفقري للتحالف الأمريكي مع إسرائيل، تشهد تقلصًا مستمرًا في الحجم والتأثير، ما يقلل من وزنها في السياسات الداخلية الأمريكية.
ويخلص المعهد إلى أن على إسرائيل "اغتنام النافذة التاريخية" التي تتيحها إدارة ترامب لتنسيق استراتيجي عميق قبل أن تتغير المعادلة في البيت الأبيض.

 


رسم ملامح الشرق الأوسط الجديد:

1. الساحة الفلسطينية:
ترى الورقة أن على الحكومة الإسرائيلية استغلال المرحلة الراهنة لتكريس الفصل السياسي والجغرافي بين إسرائيل وكيان فلسطيني منزوع السلاح وذي سيادة محدودة، يخضع لاتفاقيات أمنية واقتصادية طويلة الأمد مع تل أبيب.

2. إيران:
يوصي المعهد باتباع سياسة مزدوجة: ممارسة ضغط اقتصادي وسياسي يزعزع النظام الإيراني ويدفعه إلى اتفاق نووي جديد، على أن يتم ذلك قبل نهاية ولاية ترامب حتى لا تنتقل القضية إلى الإدارة الأمريكية القادمة.

3. سوريا:
الهدف النهائي – بحسب الورقة – هو "دولة سورية مستقرة لا تشكّل تهديدًا لإسرائيل"، وتُقيم علاقات طبيعية معها، في إطار إعادة هندسة إقليمية تقلص نفوذ إيران وحلفائها.

4. لبنان:
يرى المعهد أن استمرار العمليات الإسرائيلية لإضعاف "حزب الله" ضروري لتمكين الحكومة اللبنانية من المطالبة بنزع سلاحه، ويدعو إلى تسريع هذا المسار وصولًا إلى "تطبيع تدريجي" مع بيروت.

 


من "دولة مُعانة" إلى "شريك استراتيجي"

دعت الورقة إلى إعداد مذكرة تفاهم جديدة مع واشنطن، تُعيد صياغة العلاقة من الاعتماد المالي إلى الشراكة في الإنتاج العسكري والتكنولوجي، بما يعزز استقلالية إسرائيل ويكرّس صورتها كقوة تكنولوجية متقدمة.
كما أوصى المعهد بإطلاق برنامج أبحاث مشترك في مجالات "التكنولوجيا العميقة" مثل الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية، لما لها من تأثير حاسم في ساحات المعارك المستقبلية.

 

نحو تحالف استخباراتي جديد: "العيون الخمس"

اختتمت الورقة بالتوصية بضم إسرائيل إلى تحالف "العيون الخمس"، الذي يضم الولايات المتحدة وكندا والمملكة المتحدة وأستراليا ونيوزيلندا، ويعدّ أحد أقوى شبكات تبادل المعلومات الاستخباراتية في العالم.
ويرى المعهد أن انضمام إسرائيل إلى هذا التحالف سيمنحها موقعًا سياسيًا واستخباراتيًا متقدمًا، ويعزز قدرتها على تحقيق أهدافها الإقليمية في الشرق الأوسط وعلى الساحة الدولية الأوسع.
 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 4