مصر ترد بقوة على ادعاءات إسرائيلية بشأن بناء الأهرامات: "كيان بلا حضارة يحاول سرقة التاريخ"

2025.11.07 - 03:45
Facebook Share
طباعة

أثار تصريح مثير للجدل للصحفي الإسرائيلي إيدي كوهين حول "مشاركة إسرائيل في بناء الأهرامات المصرية" موجة استنكار واسعة في الأوساط الأثرية والثقافية المصرية، اعتبرها خبراء محاولة جديدة من الدعاية الإسرائيلية لطمس الهوية التاريخية للشعوب العربية، واحتلال الذاكرة بعد فشلها في احتلال الجغرافيا.

وقال كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار مجدي شاكر، في حديث لقناة "النهار"، إنّ "الفرق الزمني بين قيام الكيان الإسرائيلي الحديث وبناء الهرم الأكبر يتجاوز 1100 عام، فكيف يمكن أن يدّعي أحدٌ أنه شارك في تشييد صرح عظيم كهذا، بينما لم يكن كيانه موجودًا من الأساس؟".

وأضاف شاكر أن هذه الادعاءات ليست مجرد جهل بالتاريخ، بل تندرج ضمن سياسة إسرائيلية منهجية لتزييف الوعي وسرقة رموز الحضارات القديمة، كما يحدث اليوم في محاولاتها نسبة التراث الفلسطيني إليها.
وقال ساخرًا: "الكيان الذي يهدم البيوت فوق رؤوس أهلها في غزة، كيف يمكن أن يكون من بناة الحضارات؟ إنه كيان يعادي الحضارة نفسها".

الرد المصري: بالعلم لا بالادعاء

دعا شاكر إلى مواجهة مثل هذه التصريحات بالعلم والمنطق، مؤكدًا أن التاريخ المصري ثابت بالأدلة والنقوش واللقى الأثرية التي تُثبت أن مصر كانت مهداً للحضارة منذ مئات آلاف السنين قبل أي وجود سياسي أو ديني لاحق في المنطقة.

وأشار إلى أن المتحف المصري الكبير، الذي يستعد لافتتاحه رسميًا، يقدم عرضًا علميًا وفنيًا متطورًا يعيد تقديم الهوية المصرية الأصيلة للعالم، موضحًا أن قاعات العرض الجديدة تمثل "ملحمة فنية وأثرية" في عرض المقتنيات واستخدام تقنيات الإضاءة والعروض التفاعلية.

وأوضح أن الملك رمسيس الثاني والملك توت عنخ آمون يشكلان محور العرض المتحفي الرئيسي، حيث تم تخصيص قاعات متكاملة لكل منهما تعكس الدور الحضاري الفريد لمصر القديمة في صناعة التاريخ الإنساني.

حضارة سبقت الجميع

وكشف شاكر أن المتحف يضم أكثر من 57 ألف قطعة أثرية، من بينها فأس حجرية عمرها نحو 700 ألف سنة عُثر عليها في الصحراء العباسية، تمثل أقدم دليل مادي على وجود البشر الأوائل على أرض مصر، أي قبل ظهور الإنسان الحديث بقرون طويلة.

ومن المعروضات النادرة أيضًا تمثالان خشبيان مغطّيان بالذهب عُثر عليهما في تل الفرخة بالدقهلية عام 2006، يُعتقد أنهما من عصر ما قبل الأسرات، أي قبل بناء أهرامات الجيزة بنحو 1400 عام، ما يدل على عمق واستقرار الفن والمجتمع المصري القديم.

حضارة تبني.. وكيان يهدم

واختتم شاكر حديثه بالتأكيد على أن الفرق بين مصر وإسرائيل ليس في التاريخ فقط، بل في الفلسفة:

> "مصر كانت وما زالت تبني الحجر لتخلّد الإنسان، بينما إسرائيل تهدم الحجر لتُفنِي الإنسان. الحضارة المصرية قائمة على الخلق والإبداع، أما الكيان الصهيوني فقام على العنف والسطو والتزييف".

 

بهذا الرد العلمي والثقافي، تؤكد مصر أن حضارتها لا تُقاس بالعمر الزمني فحسب، بل بقدرتها الدائمة على الدفاع عن الحقيقة ضد محاولات سرقة التاريخ، سواء جاءت عبر السلاح أو عبر الكلمة.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 7