كشف الأسير الفلسطيني المحرر محمد ناجي عن طبيعة النظرة الإسرائيلية لمصر، واصفًا إياها بأنها تمثل "الرعب الدائم" في الوعي الجمعي الإسرائيلي، سواء لدى الجنود أو داخل الإعلام العبري، مشيرًا إلى أن هذه المخاوف تمتد جذورها إلى ذكرى حرب أكتوبر 1973 التي ما زالت تثير قلق المؤسسة العسكرية الإسرائيلية حتى اليوم.
وخلال حوار متلفز مع الإعلامي نزار السيسي في برنامج "إنذار مع نذار" عبر منصة نيوز رووم، تحدث ناجي عن تفاصيل ما يدور داخل السجون الإسرائيلية من أحاديث وتحليلات حول مصر، مؤكدًا أن الأسرى الفلسطينيين يمتلكون وعيًا عميقًا بالإعلام العبري، نتيجة إجادتهم للغة العبرية ومتابعتهم الدقيقة لنشرات الأخبار الإسرائيلية اليومية.
وأوضح ناجي أن الأسرى كانوا يتابعون نشرات الأخبار العبرية بشكل مستمر، وخاصة النشرة المسائية في الثامنة التي قال إنها كانت "الأكثر تأثيرًا داخل السجون"، مضيفًا: "كنا نلاحظ بوضوح حجم الخوف والقلق الذي يظهر في الإعلام الإسرائيلي تجاه أي تحرك مصري، حتى لو كان إجراءً روتينيًا، حيث تُحوَّل أي مناورات عسكرية في سيناء إلى أخبار عاجلة تتحدث عن احتمال نشوب حرب أو تصعيد مع مصر".
وأشار إلى أن الفوبيا الإسرائيلية من مصر ليست مجرد مسألة سياسية أو آنية، بل "عقدة تاريخية" مرتبطة بالهزيمة الإسرائيلية في حرب أكتوبر، مؤكدًا أن الإعلام العبري لا يزال يعيد بث وثائقيات عن الحرب، تتناول ما يسميه الإسرائيليون "الذكاء المصري في الخداع الاستراتيجي" وكيفية مفاجأة الجيش الإسرائيلي على الجبهة الجنوبية.
وقال ناجي: "الإسرائيليون يعترفون بأن ما فعله الجيش المصري في 6 أكتوبر كان عملاً جبارًا لا يقوم به إلا شعب يمتلك إرادة فولاذية وشجاعة نادرة"، مشيرًا إلى أن تلك الهزيمة لا تزال تترك أثرًا عميقًا في الذهنية العسكرية الإسرائيلية، وتجعل من أي تحرك مصري مصدر قلق دائم لتل أبيب.
وفي ختام حديثه، وجّه الأسير المحرر تحية تقدير إلى القوات المسلحة المصرية، مؤكدًا أن دعم مصر للقضية الفلسطينية لا يُقاس بالتصريحات أو المواقف السياسية فقط، بل يمتد إلى تاريخٍ من الدم المشترك بين الجنود المصريين والفلسطينيين الذين قاتلوا جنبًا إلى جنب دفاعًا عن الأرض والمقدسات.