الحدود اللبنانية على صفيح ساخن: إسرائيل تصعّد و"اليونيفيل" تحذّر من انفجار شامل

أماني إبراهيم

2025.11.07 - 11:15
Facebook Share
طباعة

انتقلت المواجهة بين إسرائيل و"حزب الله" من مرحلة التهديدات المتبادلة والضربات المحدودة إلى تصعيد عسكري واسع، ينذر بانفجار شامل على الجبهة اللبنانية، في وقت لم تلتئم فيه بعد جراح غزة ولا هدأت أصداء الحرب التي تجاوزت عامها الثاني.

ففي الساعات الماضية، شنّ الجيش الإسرائيلي سلسلة غارات جوية مكثفة على بلدات في جنوب لبنان، قال إنها تستهدف مواقع تابعة لـ"وحدة الرضوان" في حزب الله، بدعوى "منع الحزب من استعادة قدراته الهجومية".

اليونيفيل تحذّر: انتهاك للقرار 1701

قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) وصفت الغارات بأنها "انتهاكات واضحة لقرار مجلس الأمن رقم 1701"، مؤكدة أن استمرار العمليات العسكرية بهذا الحجم يهدد سلامة المدنيين ويقوّض أي أمل بالتقدم نحو حل سياسي ودبلوماسي.
وحذّرت القوة الأممية من أن أي خطوة تصعيدية "قد تعيد المنطقة إلى نقطة الصفر"، داعية إسرائيل ولبنان إلى ضبط النفس والالتزام الصارم بوقف إطلاق النار الذي أنهى جولات القتال السابقة.

اتهامات إسرائيلية ومهلة مبطّنة للحكومة اللبنانية

الإعلام العبري كشف أن إسرائيل قدّمت للولايات المتحدة ما قالت إنها "أدلة" على فشل الجيش اللبناني في منع إعادة تسلح حزب الله، زاعمة أن الحزب استغل الهدنة لإعادة بناء ترسانته العسكرية.
كما نقلت القناة الإسرائيلية الثانية عشرة عن مصادر عسكرية أن تل أبيب منحت الحكومة اللبنانية مهلة زمنية "غير معلنة" لنزع سلاح الحزب، ملوّحة بعملية عسكرية واسعة إذا لم يتم تنفيذ ذلك.

وتشير مصادر إسرائيلية إلى أن العمليات الجارية تجري بـ"تنسيق مباشر مع واشنطن"، في حين نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤولين قولهم إن الجيش الإسرائيلي "جاهز لردّ من حزب الله"، لكنه توعّد بأن "الثمن سيكون باهظاً".

بيروت بين الضغوط الإسرائيلية والالتزامات الدولية

الحكومة اللبنانية من جانبها أعلنت التزامها بمسار نزع سلاح حزب الله تدريجياً وحصر السلاح بيد الدولة، مشيرة إلى أنها نجحت في إزالة نحو 85% من مخابئ الأسلحة جنوب البلاد، وتسعى إلى استكمال العملية قبل نهاية العام الجاري.
إلا أن هذه التصريحات لم تخفِ هشاشة الموقف الرسمي اللبناني أمام الضغوط الإسرائيلية، في ظل توازنات داخلية حساسة تجعل أي مواجهة مفتوحة مع الحزب مستحيلة دون انقسام وطني واسع.

واشنطن تدخل على الخط بعقوبات جديدة

التصعيد الإسرائيلي ترافق مع إعلان الولايات المتحدة فرض عقوبات على أفراد وشبكات مالية اتهمتهم بنقل عشرات الملايين من الدولارات من إيران إلى حزب الله، في خطوة يرى مراقبون أنها جزء من حملة أميركية منسقة لتجفيف مصادر تمويل المقاومة اللبنانية، تزامناً مع التصعيد العسكري على الأرض.

من غزة إلى لبنان.. سياسة "توسيع الجبهة" الإسرائيلية

ما يجري على الحدود اللبنانية ليس حدثاً معزولاً عن السياق الإقليمي، بل امتداداً مباشراً للحرب الإسرائيلية على غزة، ومحاولة من حكومة نتنياهو لتوسيع رقعة المواجهة بما يخلط الأوراق ويمنح تل أبيب فرصة للهروب من مأزقها العسكري والسياسي.
فمع فشل إسرائيل في تحقيق أهدافها المعلنة في غزة، وانكشاف الانقسامات الداخلية العميقة، تحاول المؤسسة العسكرية نقل الضغط إلى لبنان عبر تصعيد محسوب يهدف إلى استنزاف حزب الله، وابتزاز الحكومة اللبنانية تحت غطاء "الالتزام بالقرار 1701".

هدنة هشة على وشك الانهيار

مع تزايد الغارات الإسرائيلية وتواتر التهديدات ضد بيروت، تبدو الهدنة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية في طريقها إلى الانهيار، ما لم يتمكن الوسطاء الدوليون من لجم التصعيد وضمان الحد الأدنى من الالتزام بالاتفاقات السابقة.
لكن المؤشرات الميدانية والسياسية توحي بأن المنطقة تتجه إلى مرحلة جديدة من المواجهة المفتوحة، قد تبدأ من جنوب لبنان، لكن تداعياتها ستمتد بلا شك إلى كل جبهات الصراع في الشرق الأوسط.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 4