غزة تحاصرها الكارثة: آلاف الشهداء تحت الأنقاض

2025.11.06 - 06:54
Facebook Share
طباعة

ما يزال قطاع غزة يعاني تداعيات العدوان الإسرائيلي الأخير، إذ يواصل السكان مواجهة كارثة إنسانية غير مسبوقة بفعل انهيار المباني وتكدّس الأنقاض فوق مئات المنازل، ما أدى إلى فقدان آلاف الفلسطينيين تحت الركام ومع مرور أسابيع على دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ، يزداد القلق بشأن مصير المفقودين، إذ لا تزال الجهود متعثّرة لانتشال الجثث وإعادة دفنها بشكل كريم، ما يفاقم معاناة العائلات ويترك آلاف الضحايا بلا وداع أخير.

استمرار الأزمة وارتفاع عدد المفقودين

أكدت اللجنة الوطنية لشؤون مفقودي حرب الإبادة في غزة أن نحو 10 آلاف فلسطيني ما زالوا تحت الركام، في حين يستمر منع إدخال المعدات الثقيلة والآليات اللازمة لرفع الأنقاض من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي، وإن القطاع "تحوّل إلى أكبر تجمّع للمقابر في العالم"، الشهداء لم يُنتشلوا بعد، ويعيشون العائلات ألمًا شديدًا لفقدان أحبابهم من دون معرفة مصيرهم.

ايضاً القطاع يعاني من ازدواجية في التعامل مع جثث الضحايا"، في مقابل معاناة آلاف الفلسطينيين الذين ما زالوا تحت الركام. وتابعت اللجنة الوضع "بألم شديد"، معتبرة أنه من الضروري الإسراع في انتشال الجثث لضمان حق العائلات في وداع أحبائها وفق طقوسهم الدينية والاجتماعية.

شهادات عائلات المفقودين:

خلال الوقفة التي نظمتها اللجنة في مدينة غزة، روى عدد من الأهالي تجاربهم المؤلمة مع فقدان أبنائهم تحت الأنقاض. شهدت الوقفة حضورًا لعائلات تبحث عن أقاربهم الذين لم يعودوا، ومن بينهم أطفال يسألون عن أخوتهم المفقودين، وأمهات تنتظر انتشال جثث أزواجهن.

المعيقات أمام جهود الانتشال:

يشير التقرير إلى أن منع سلطات الاحتلال إدخال المعدات الثقيلة والآليات اللازمة لرفع الركام يُعد خرقًا للبروتوكول الإنساني الخاص بوقف إطلاق النار، إذ كان من المفترض السماح بإدخال مئات الآليات اللازمة للعمل وفي الوقت نفسه، تمكنت حماس من إدخال بعض المعدات المحدودة للبحث عن جثث أسرى إسرائيليين، فيما تُترك آلاف الجثث الفلسطينية دون انتشال، مما يعكس تفاوتًا واضحًا في التعامل مع الضحايا.

ووفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية، تم انتشال نحو 513 جثة منذ 11 أكتوبر الماضي، إلا أن هذا العدد يظل محدودًا مقارنة مع العدد الإجمالي للمفقودين والمستهدف انتشالهم تحت الركام.

الدعوات المحلية والإجراءات المطلوبة:

أكدت اللجنة الوطنية لشؤون مفقودي حرب الإبادة على ضرورة تفعيل كل الإجراءات الممكنة لإزالة الأنقاض وانتشال الجثث، وضمان التعرف على المفقودين عبر فحوصات الحمض النووي، لمنح العائلات حق وداع أحبائهم بشكل لائق. كما شددت اللجنة على أهمية الإسراع في رفع الركام كجزء أساسي من مرحلة إعادة الإعمار، مشيرة إلى أن استمرار التأخير يزيد معاناة الأهالي ويترك الضحايا في عداد المفقودين مجهولي الهوية.

يبقى قطاع غزة اليوم على مفترق صعب، إذ تتكامل آثار الدمار البشري والمادي مع الإهمال في انتشال المفقودين، ما يفاقم الأزمة الإنسانية ومع استمرار منع المعدات الثقيلة والآليات اللازمة، تبقى آلاف الجثث الفلسطينية تحت الأنقاض، بينما تبحث العائلات عن أحبائها بلا جدوى، لتظل مأساة المفقودين من أبرز آثار العدوان المستمرة منذ سنوات، وتشير إلى ضرورة تحرك عاجل ومباشر لإعادة كرامة الشهداء وحق العائلات في وداعهم. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 8