الأمم المتحدة تحذر: هل نفقد فرصتنا الأخيرة لإنقاذ كوكب الأرض؟
في مستهل قمة المناخ المنعقدة في البرازيل، شدّد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على ضرورة اتخاذ الدول موقفًا قياديًا حاسمًا لمعالجة أزمة المناخ والحدّ من الاعتماد على الوقود الأحفوري. وأوضح غوتيريش أن خيارات البشرية اليوم واضحة: إما قيادة جهود الحدّ من التغير المناخي أو الانزلاق نحو الدمار البيئي.
وحذر غوتيريش من أن عقودًا من المماطلة والإهمال أدّت إلى تجاوز الحدود الحرارية المستهدفة عالمياً، مؤكداً أن الفشل في الحفاظ على ارتفاع الحرارة تحت 1.5 درجة مقارنة بما قبل الثورة الصناعية يعد إخفاقًا أخلاقيًا وإهمالاً قاتلاً. استمرار تراكم غازات الدفيئة على هذا النحو سيؤدي إلى ارتفاع إضافي في درجات الحرارة وتفاقم الكوارث البيئية.
من جانبه، أشار الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا إلى أن "النافذة المتاحة" للتحرك بشأن المناخ تغلق بسرعة، داعيًا إلى اتخاذ إجراءات عاجلة على مستوى السياسات الوطنية والدولية. وذكرت الأمم المتحدة أن عام 2025 مرشح لأن يكون من بين الأعوام الثلاثة الأكثر حرارة على الإطلاق، ما يعكس استمرار ارتفاع درجات الحرارة على مدى العقد الماضي.
ويبرز من القمة ضرورة التنسيق بين الدول في الالتزام بخطط تقليص الانبعاثات وإعادة التحول نحو مصادر الطاقة النظيفة، مع الاستثمار في الابتكار البيئي والتكنولوجيات المستدامة.
التركيز على الوقود الأحفوري باعتباره أحد الأسباب الرئيسية في تفاقم الأزمة، حيث تشير الدراسات إلى أن الانخفاض السريع في استخدامه وإغلاق محطات الطاقة التقليدية يمكن أن يقلّل من تأثيرات الاحتباس الحراري بشكل ملموس خلال العقود المقبلة.
كما تم تسليط الضوء على أهمية التمويل الدولي للمشاريع البيئية في الدول النامية التي تواجه آثارًا متزايدة للتغير المناخي، بما يشمل السيول والجفاف وارتفاع مستوى البحار، مع التأكيد على ضرورة تنفيذ اتفاقيات المناخ العالمية بشكل أكثر فعالية. وتأتي هذه القمة في وقت يزداد فيه الضغط على الدول لتبني سياسات واضحة ومستدامة، تمهيدًا لمفاوضات كوب30 المقبلة، التي من المتوقع أن تحدد مسار العمل العالمي للحد من ارتفاع درجات الحرارة في العقود المقبلة.
إجمالًا، تؤكد القمة أن القيادة العالمية في مواجهة أزمة المناخ لم تعد خيارًا بل ضرورة حتمية، مع التركيز على إجراءات عاجلة لتقليص الانبعاثات وتعزيز الانتقال للطاقة النظيفة، في سبيل حماية الأجيال المقبلة والحفاظ على استقرار النظام البيئي العالمي.
