مطاردة فلول نظام الأسد في لبنان: ضغوط دولية وقضائية

2025.11.05 - 08:34
Facebook Share
طباعة

بعد انهيار نظام بشار الأسد في سوريا قبل حوالي أحد عشر شهراً، وجد عدد من رموز النظام أنفسهم عاجزين عن الهروب معه إلى روسيا.
لجأ بعضهم إلى مسقط رأسهم في الساحل السوري، بينما حاول آخرون العبور إلى لبنان عبر المعابر الشرعية وغير الشرعية، بحثاً عن ملاذ آمن بعيداً عن أيدي القوات المنتصرة للمعارضة.

مطالبات سورية بتسليم الفارين:

طالبت السلطات السورية مراراً نظيرتها اللبنانية بتسليم هؤلاء الرموز، وكان أبرزها خلال زيارة وزير العدل السوري مظهر الويس إلى بيروت قبل أسابيع. وفق مصادر مطلعة لوسائل إعلام محلية، قدم الوزير السوري مظهر الويس قوائم بأسماء هؤلاء المطلوبين، مؤكداً وجود وثائق تثبت تورطهم في ارتكاب مجازر وعمليات قتل بحق المدنيين، وهو ما يجعلهم مطلوبين رسمياً أمام القضاء السوري.

موقف لبنان من الملف:

أبدت السلطات اللبنانية استعداداً للتعاون في هذا الملف، مع الإشارة إلى وجود أدلة على تواجد بعض المطلوبين داخل الأراضي اللبنانية هؤلاء يشملون ضباطاً وعسكريين سابقين في جيش النظام السوري متهمين بارتكاب جرائم حرب.
يُذكر أن المئات من هؤلاء العسكريين والضباط فرّوا إلى لبنان في كانون الأول 2024 بعد دخول قوات المعارضة إلى دمشق، ما فتح الباب أمام السلطات اللبنانية لمراقبتهم وتوثيق تحركاتهم.

جهود متابعة الملف عبر الأجهزة المختصة:

تُتابع الأجهزة اللبنانية المختصة الملف، وتعمل على وضع آليات تعاون مع دمشق لمعالجة الملفات العالقة، بما في ذلك قضايا الموقوفين وضبط الحدود ومكافحة تهريب السلاح والمخدرات.
ويأتي هذا ضمن جهود أكبر تشمل إعداد اتفاقيات جديدة لتسليم المطلوبين والمجرمين بين البلدين، بهدف توجيههم إلى العدالة وفق القانون الدولي والمحلي.

تدخل فرنسا في القضية:

في الوقت ذاته، أرسلت السلطات الفرنسية استنابات قضائية إلى لبنان، طالبت فيها بتعقّب عدد من مسؤولي النظام السوري السابق، وتحقيقات حول تورطهم في جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية أسفرت عن مقتل مواطنين فرنسيين. من بين الأسماء المطروحة للمتابعة: قائد المخابرات الجوية السابق اللواء جميل الحسن، ومدير مكتب الأمن القومي اللواء علي مملوك، ومدير فرع التحقيق في المخابرات الجوية اللواء عبد السلام محمود.
هذه الخطوة الفرنسية تضيف بعداً دولياً للملف، وتؤكد حرص القضاء الفرنسي على ملاحقة مرتكبي الجرائم بحق مواطنيه خارج الحدود، بالتوازي مع متابعة السلطات اللبنانية والجهود السورية لتسليم المطلوبين. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 9