في تطور أمني لافت يعكس يقظة الأجهزة اللبنانية وسط تصاعد التوترات الداخلية والإقليمية، أعلنت قيادة الجيش اللبناني – مديرية التوجيه، اليوم الأربعاء 5 نوفمبر 2025، عن تحرير مواطن كويتي كان قد اختُطف قبل أربعة أيام في منطقة سعدنايل بمحافظة زحلة، وذلك إثر عملية أمنية نوعية ودقيقة نفذتها مديرية المخابرات.
عملية معقدة بدقة استخباراتية
البيان الصادر عن قيادة الجيش أشار إلى أنّ العملية تمت بعد رصد ومتابعة مكثفة لتحركات الخاطفين، أسفرت عن تحديد مكان احتجاز المواطن الكويتي، قبل أن تباشر قوة خاصة من المخابرات اللبنانية مداهمة الموقع وتحريره دون إصابات في صفوف عناصرها.
وخلال العملية، تم توقيف ثلاثة متورطين في عملية الخطف، بينهم لبنانيان وسوري، في حين حاول أحدهم مقاومة القوة الأمنية عبر إطلاق النار، ما دفع العناصر للرد بالمثل وإحباط محاولته.
القضية التي استأثرت باهتمام الرأي العام اللبناني والخليجي، تأتي في سياق أمني هش تشهده البلاد، مع تزايد الجرائم الفردية وحوادث الخطف التي تُستغل فيها الفوضى الاقتصادية والسياسية.
ويرى مراقبون أن العملية تحمل رسائل متعددة الأبعاد:
من جهة، تؤكد التزام الجيش اللبناني بحماية المواطنين والمقيمين على الأراضي اللبنانية، بمن فيهم العرب والخليجيون الذين تربطهم علاقات وثيقة بلبنان.
ومن جهة أخرى، تسعى السلطات اللبنانية إلى طمأنة دول الخليج بأن الوضع الأمني ما زال تحت السيطرة رغم التحديات.
الكويت تشكر والجيش يؤكد الاستمرار
مصادر دبلوماسية كويتية في بيروت رحّبت بخبر التحرير، مثمنةً "الجهود الاحترافية للجيش اللبناني" ومؤكدة استمرار التنسيق الأمني بين البلدين.
في المقابل، شددت قيادة الجيش في بيانها على أنّ ملاحقة العصابات المنظمة ستتواصل "مهما بلغت صعوبة الظروف"، مؤكدة أن هذه العملية تمثل نموذجًا لعمل أمني متكامل يجمع بين الرصد الاستخباراتي والتحرك الميداني السريع.
زحلة.. من مسرح الجريمة إلى رمز للردع
تُعدّ مدينة زحلة، الواقعة في البقاع الأوسط، منطقة استراتيجية على الصعيدين الجغرافي والأمني، وقد شهدت في السنوات الأخيرة نشاطات غير شرعية مرتبطة بالتهريب والخطف نتيجة قربها من الحدود السورية.
لكن نجاح المخابرات اللبنانية في تنفيذ هذه العملية النوعية يعيد إلى الواجهة قدرتها على فرض هيبة الدولة في مناطق طالما عانت من غياب السلطة الأمنية الكاملة.