شاتيلا: خلفيات الوضع الأمني والسياسي لمخيم اللاجئين الفلسطينيين

2025.11.05 - 04:27
Facebook Share
طباعة

مقتل الشاب إيليو أبو حنا في مخيّم شاتيلا أعاد فتح النقاش حول واقع المخيمات الفلسطينية في لبنان، وطرحت تساؤلات متكررة حول جدوى سياسات الدولة في بسط سيطرتها على هذه المناطق من جهة، يدعو بعض المتحمّسين لخيار «الحسم العسكري» إلى اقتحام المخيّم فوراً لفرض الأمن بالقوّة، معتبرين أن خطط الدولة وسحب السلاح من المخيّمات مجرد إجراءات شكلية لا ترقى إلى مواجهة التحديات الحقيقية، وأن كمية السلاح الفعلية التي سلمت لا تمثّل سوى جزء ضئيل من المخزون الفعلي للفصائل الفلسطينية.
هؤلاء يرفضون أي تفاوض مع الفصائل، ويرون أن الدولة مطالبة بالتصرف الحازم فوراً لتوقيف المطلوبين.

يرى مراقبون، منظور السلطات الرسمية، تتأثر مقاربة الدولة بعدة اعتبارات استراتيجية فقد استجاب جهاز الأمن الوطني الفلسطيني، خصوصاً حركة «فتح»، إلى تسليم ستة مطلوبين، بينهم ثلاثة متورطون في إطلاق النار على أبو حنا، بينما لا يزال العمل مستمراً لتسليم الباقين هذا التعاون الجزئي، وفق السلطات، سحب فتيل التصعيد المحتمل، وأتاح منح فرصة للوساطات السياسية لتثبيت الأمن تدريجياً.

كما أنّ أجزاءً من اتفاق سحب السلاح من المخيّمات تم تنفيذها بنجاح مع بعض الفصائل، فيما يستمر الحوار مع حركة «حماس» وقوى التحالف الفلسطيني لإقناعها بتسليم سلاحها الثقيل، قبل التفكير في أي خطوات ميدانية أكثر تصعيداً الانتشار العسكري داخل المخيّم، ولو أدى إلى مواجهة، يتطلب قراراً سياسياً على أعلى المستويات، إذ لا يمكن للمؤسسة العسكرية اتخاذه بمعزل عن الغطاء السياسي الضروري، ويُفهم أن أي تحرك أحادي سيزيد من حساسية الوضع الداخلي، وقد يؤدي إلى ردود فعل شعبية ودولية معقدة.

السلطة السياسية والمؤسسة العسكرية تحاول الموازنة بين الحفاظ على الأمن القومي اللبناني وخصوصية قضية اللاجئين الفلسطينيين المرتبطة بمعادلات إقليمية ودولية أي خطوة عسكرية مباشرة تواجه قيوداً مزدوجة: تكلفة مواجهة عسكرية محتملة، والحساسية الدولية المتزايدة تجاه الفلسطينيين في ظل الحصار والعدوان على قطاع غزة.

باختصار، المقاربة الحالية للدولة ترتكز على إدارة الأزمات بحذر، من خلال الضغط السياسي، وتطبيق أجزاء من اتفاقيات سابقة، مع إبقاء الخيار العسكري كملاذ أخير، بهدف التوفيق بين مقتضيات السيادة الوطنية وحساسية الوضع الفلسطيني، وتجنب الانجرار إلى تصعيد عسكري قد يكون مكلفاً للغاية على الصعيدين الداخلي والدولي. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 2