اختراق خطير يكشف مذكرات وجدول أعمال وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير

2025.11.05 - 01:58
Facebook Share
طباعة

في تطور يسلط الضوء على ثغرات أمنية حساسة داخل المنظومة الإسرائيلية، كشفت وسائل إعلام عبرية عن اختراق إلكتروني واسع طال منصة داخلية لتوثيق أنشطة وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، ما أتاح الوصول إلى يومياته الشخصية، وجدول أعماله، وملاحظاته السياسية والأمنية على مدار العامين الماضيين.

 

وفقًا لموقع Ynet العبري، فإن النظام الذي تم اختراقه هو منصة إلكترونية داخلية تعتمدها وزارة الأمن القومي الإسرائيلية لتنظيم اجتماعات الوزير، وجولاته الميدانية، ومهامه السياسية والمهنية، إضافة إلى توثيق اللقاءات مع ضباط الشرطة وشخصيات إعلامية وسياسية.

وقد كشف الصحفي أوري كوهين من هيئة البث الإسرائيلية “كان” تفاصيل هذا الخلل الأمني، مشيرًا إلى أنه أبلغ الوزارة بالحادثة، ما أدى لاحقًا إلى إغلاق الثغرة التقنية.

ووفق المصادر، فإن الثغرة كانت تتيح لأي شخص يعرف البريد الإلكتروني لبن غفير – وهو عنوان متاح علنًا عبر حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي – الوصول إلى بياناته وجدول اجتماعاته بالكامل.


ملاحظات خاصة بعد لقاءات سياسية وإعلامية

أظهر محتوى السجلات المسربة أن بن غفير كان يوثق ملاحظاته الشخصية بعد كل لقاء يجريه، سواء مع مسؤولين في الشرطة أو مع شخصيات إعلامية مؤثرة.

من أبرز ما ورد في التسريبات:

بعد لقائه بالصحفي عميت سيغل كتب: "تحدثنا بعمق حول أن إسرائيل لن تعود إلى الحرب."

وبعد اجتماع مع الإعلامي ينون ماغال بتاريخ 17 مارس: "ماغال مهووس بنتنياهو، أو بنفسه."

أما بعد لقاءه بـ إسرائيل تويتو، المدير العام لقناة (i24NEWS)، فقد كتب: "اجتماع جيد، تم الاتفاق على استمرار التعاون المشترك."

وفي اجتماعه بمدير قناة 13 إميليانو كالمزوك، علّق: "اجتماع ممتاز، تحدثنا عن برنامج في القناة."


وتُظهر هذه الملاحظات مدى اهتمام بن غفير بتغطية صورته الإعلامية والتنسيق مع وسائل الإعلام، في وقت يواجه فيه انتقادات متزايدة داخل وخارج إسرائيل بسبب مواقفه المتشددة ضد الفلسطينيين.


صلات مع شخصيات مثيرة للجدل

الوثائق المسربة كشفت أيضًا أن بن غفير عقد لقاءات غير اعتيادية مع شخصيات مثيرة للجدل، بينها العميد المتقاعد إيرز وينر الذي أُقيل بعد فقدان وثائق سرية في مارس الماضي، حيث كتب الوزير بعد لقائه به:"اجتماع ممتاز، شخص جيد جدًا، يجب التفكير فيه مستقبلاً."

 

كما التقى الأسير السابق عكيفا كوهين، أحد نشطاء اليمين المتطرف المدانين بالاعتداء على فلسطينيين، ما يعكس طبيعة شبكة العلاقات التي يحيط بها الوزير نفسه داخل التيار اليميني المتشدد.


رد مكتب الوزير

في أول رد رسمي، أصدر مكتب بن غفير بيانًا حاول فيه التقليل من خطورة الحادث، وجاء فيه: "الحديث يدور عن جدول مهام داخلي لفريق المكتب والمستشارين، يُستخدم لتنظيم العمل اليومي في الوزارة. هذا الجدول يثبت شيئًا واحدًا: لا يوجد وزير في تاريخ إسرائيل يعمل على مدار الساعة مثل الوزير بن غفير من أجل مواطني الدولة."

 

لكن متابعون في تل أبيب اعتبروا هذا البيان محاولة للتغطية على فشل أمني خطير، خصوصًا أن المنصة المسربة تضمنت ملاحظات ذات طابع سياسي وأمني حساس يمكن أن تُستغل من جهات معادية أو صحافة استقصائية أجنبية.

 

تكشف هذه الحادثة عن ثغرة أمنية محرجة في منظومة الحماية الرقمية داخل وزارة الأمن القومي الإسرائيلية، وتطرح أسئلة حول مدى جاهزية المؤسسات الحكومية لحماية بياناتها.
كما أنها تفضح جانبًا من أسلوب إدارة بن غفير لملفاته السياسية والإعلامية، وتؤكد على هوسه بالصورة العامة والهيمنة على الخطاب الإعلامي الإسرائيلي، حتى وهو وزير يتولى أحد أكثر المناصب حساسية في الحكومة اليمينية.


حادثة اختراق منصة بن غفير لا يمكن قراءتها كحادث تقني معزول، بل كمؤشر على ضعف الحوكمة الأمنية في قلب المنظومة الإسرائيلية، وعلى انكشاف مراكز القرار أمام الهجمات السيبرانية، في وقت تتزايد فيه الهجمات الرقمية من قِبل مجموعات مناهضة لإسرائيل، سواء من داخل المنطقة أو من الخارج.


 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 1 + 1