قتيل في غارة إسرائيلية على سيارة ببلدة برج رحال جنوب لبنان
في تصعيد جديد على جبهة الجنوب اللبناني، نفذت طائرة مسيرة إسرائيلية صباح اليوم الأربعاء غارة استهدفت سيارة مدنية في بلدة برج رحال بقضاء صور، ما أدى إلى مقتل شخص على الفور. الحادثة، التي تأتي ضمن سلسلة متكررة من الهجمات الإسرائيلية بطائرات دون طيار، تشير إلى استمرار نهج “الاغتيالات الدقيقة” الذي تتبعه تل أبيب ضد أهداف تزعم انتماءها لحزب الله.
الغارة الإسرائيلية استهدفت سيارة مدنية أثناء سيرها على الطريق العام في بلدة برج رحال، ما أسفر عن احتراقها بالكامل وتناثر أجزائها في المكان، وسط حالة من الذعر في صفوف السكان.
مصادر أمنية لبنانية أكدت أن الطائرة الإسرائيلية أطلقت صاروخًا موجهًا نحو السيارة، دون أن تتضح بعد هوية القتيل، في حين سارعت فرق الإسعاف إلى موقع الهجوم، الذي تزامن مع تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع الإسرائيلية في أجواء الجنوب.
وتأتي هذه الغارة بعد أقل من 24 ساعة على هجوم مماثل استهدف سيارة في بلدة كفردجال الجنوبية، وأسفر عن مقتل سائقها، في استمرار واضح لسياسة “الضربات الاستباقية” التي تنتهجها إسرائيل منذ اندلاع المواجهات على الحدود اللبنانية الفلسطينية عقب حرب غزة.
المصادر العسكرية الإسرائيلية تزعم أن الأهداف التي يتم استهدافها “مرتبطة بعمليات نقل أسلحة أو عناصر ميدانية لحزب الله”، فيما يرد الحزب بالصمت الإعلامي.
في المقابل، تل أبيب تسعى من خلال تكثيف هذه الاغتيالات إلى منع أي تصعيد لبناني واسع قبل حسم الموقف في غزة، وإلى إيصال رسالة ردع مزدوجة إلى الحزب والجيش اللبناني معًا.
منذ أكتوبر 2023، يعيش الجنوب اللبناني على وقع غارات إسرائيلية شبه يومية تستهدف من تصفهم تل أبيب بـ"المقاتلين الميدانيين"، بينما تسجل الأمم المتحدة عشرات الخروقات الجوية الإسرائيلية للمجال الجوي اللبناني شهريًا.
وتخشى الأوساط الدولية من أن يؤدي هذا التصعيد المستمر إلى انفجار شامل للجبهة الشمالية، في حال قرر حزب الله الرد على أي من هذه الاغتيالات بعملية نوعية ضد إسرائيل.
بينما تتواصل الضربات الإسرائيلية في العمق اللبناني، يبدو أن تل أبيب تراهن على سياسة “الاغتيال المتدرج” لكبح حزب الله دون الانزلاق إلى حرب مفتوحة، في حين يظل الجنوب اللبناني — كما في كل مرة — ساحة اختبار دائمة بين نارين: نار الردع الإسرائيلي ونار الصبر الاستراتيجي للمقاومة.
