كيف تحاول روسيا إنقاذ نفوذها في "سوريا الجديدة"؟

2025.11.05 - 07:56
Facebook Share
طباعة

 أكد الخبير الإيطالي جوزيبي غاليانو في مقال نشره موقع لو ديبلومات أن روسيا تسعى بدأب لاستعادة نفوذها في سوريا بعد سقوط الرئيس المخلوع بشار الأسد، من خلال دعم الرئيس الجديد أحمد الشرع عسكريًا واقتصاديًا، في محاولة للحفاظ على المكاسب التي حققتها منذ تدخلها العسكري عام 2015.


موسكو تسعى لحماية مكاسبها
يرى غاليانو أن موسكو تحاول حماية وجودها العسكري في قاعدتي طرطوس البحرية وحميميم الجوية، اللتين تمثلان حجر الأساس في حضورها الإقليمي بالشرق الأوسط. فبعد خسارتها لحليفها القديم، تحاول روسيا تحويل هذه الخسارة إلى فرصة دبلوماسية وعسكرية جديدة من خلال توثيق التعاون مع النظام الحالي في دمشق.


تعاون عسكري متزايد
ووفق المقال، عرضت موسكو على الحكومة السورية توسيع نطاق التعاون العسكري وتقديم دعم اقتصادي، إضافة إلى تزويد دمشق بأسلحة متطورة، من بينها منظومة “إس-400” للدفاع الجوي.

وأثار المتحدث باسم وزارة الدفاع السورية عاصم غليون جدلاً واسعًا حين نشر صورة له أمام المنظومة في روسيا، مرفقة بعبارة: "اليوم في روسيا، وفي قادم الأيام في سوريا"، قبل أن ينفي لاحقًا أنه كان يقصد صفقات تسليح وشيكة.

ويعتقد غاليانو أن حصول سوريا على هذه المنظومة سيمنحها قدرة أكبر على مواجهة الهجمات الإسرائيلية المتكررة، كما سيشكل توازنًا أمام النفوذ التركي المتنامي على الحكومة الجديدة في دمشق.


علاقة براغماتية بين الشرع وموسكو
يشير الكاتب إلى أن الرئيس أحمد الشرع تبنّى نهجًا متوازنًا تجاه روسيا، إذ لم يطالب مطلقًا بسحب قواتها من الأراضي السورية، بل أكد رغبته في استمرار التعاون معها.

ويضيف غاليانو أن “سوريا ما بعد الأسد” تحتاج إلى روسيا في ملفات متعددة، أبرزها إعادة الإعمار، وتنشيط التبادل التجاري، وتحييد رموز النظام السابق المقيمين في موسكو.

وبحسب المقال، تواصل روسيا دعم دمشق اقتصاديًا عبر إرسال النفط والديزل والقمح، فيما تتولى شركة غوزناك الروسية طباعة العملة السورية الجديدة رغم العقوبات الغربية. كما يُرجح أن تستخدم موسكو حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن للمطالبة برفع اسم الشرع وعدد من معاونيه من قوائم الإرهاب.


امتيازات القواعد الروسية
ويرى الكاتب أن موسكو تسعى لضمان استمرار امتيازاتها في قاعدتي طرطوس وحميميم، مقابل تقديم دعم اقتصادي وتقني واسع، إلا أن الحكومة السورية الجديدة قد تفرض شروطًا مالية أكثر صرامة على تلك الاتفاقيات.


سوريا الجديدة.. رقعة شطرنج معقدة
يصف غاليانو المشهد السوري اليوم بأنه رقعة شطرنج إقليمية معقدة، إذ تتشابك فيها المصالح بين تركيا وقطر كحليفين رئيسيين للحكومة الجديدة، في حين تكثف إسرائيل ضرباتها الجوية، وتراقب الولايات المتحدة التطورات عن قرب، بينما تسعى دول عربية – خاصة السعودية – إلى تعزيز علاقاتها مع دمشق.


نفوذ روسي في تراجع نسبي
ويختتم الخبير الإيطالي مقاله بالقول إن النفوذ الروسي في سوريا لم يعد بالقوة التي كان عليها في عهد الأسد، لكنه لا يزال حاضرًا بقوة في المعادلة السورية الجديدة، إذ تحاول موسكو التكيّف مع الواقع السياسي الجديد للحفاظ على دورها الاستراتيجي في شرق المتوسط.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 7