الفاشر تحت المجازر: الأقمار الصناعية توثق حجم الكارثة

2025.11.04 - 07:07
Facebook Share
طباعة

مدينة الفاشر في إقليم دارفور تحولت خلال الأسابيع الأخيرة إلى بؤرة إنسانية حرجة، بعد أن استولت قوات الدعم السريع عليها عقب حصار طويل استمر أكثر من عام ونصف، ما كشف عن حجم المجازر والانتهاكات التي طالت المدنيين والمرافق الحيوية.

وفق ما نشرته صحيفة الغارديان فإن الفاشر شهدت مجازر واسعة استهدفت المدنيين بما في ذلك المستشفيات، مع وقوع إعدامات ميدانية وعمليات تطهير عرقي، وهو ما يظهر بشكل واضح عبر صور الأقمار الصناعية التي أظهرت بقع الدم على الأرض نتيجة كثافة القتل.

المدينة كانت تأوي أكثر من مليون نازح فروا من مناطق أخرى من دارفور، ليجدوا أنفسهم محاصرين مجددًا في ظروف تجمع بين الجوع والخوف والموت ويعتبر سقوط الفاشر نقطة تحول في الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، التي أصبحت اليوم جيشًا موازياً للجيش النظامي في القوة والسلاح، ما يزيد الصراع دموية ويصعب حسمه.

وتشير الصحيفة إلى أن الدعم الخارجي الذي تتلقاه قوات الدعم السريع، خاصة من إحدى الدول الإقليمية التي سبق أن استعانت بالمليشيا في حرب اليمن، أسهم في استمرار جرائمها ومنح الدولة الراعية نفوذًا اقتصاديًا وسياسيًا، لا سيما عبر السيطرة على ذهب دارفور ومناطق التعدين في الغرب.

كما تنتقد المجتمع الدولي، لتواطئه بالصمت تجاه الانتهاكات حفاظًا على مصالحه، مؤكدة أن الجرائم في الفاشر باتت مرئية من الفضاء، ما يجعل صمت المجتمع الدولي غير مبرر ويكشف تحول السياسة الخارجية العالمية من الدبلوماسية الأخلاقية إلى مصالح اقتصادية وسياسية صرفة.

يختتم التقرير بمطالبة عاجلة للتحرك الدولي، محذر من أن كل دقيقة تأخير تعني سقوط مزيد من الضحايا، وأن سكان الفاشر محاصرون في ساحة قتل حقيقية، وسط غياب أي حماية فعالة. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 9