غوتيريش يدق ناقوس الخطر: عمليات إعدام جماعي في الفاشر
حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أن الحرب في السودان “تخرج عن السيطرة” بعد سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر في إقليم دارفور، في مشهد يسلط الضوء على تفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد.
تصريحات غوتيريش، التي جاءت من قطر، تعكس تصاعد المخاطر في الصراع الذي امتد لنحو عامين، وأصبح أحد أسوأ الأزمات الإنسانية العالمية وفق تقديرات الأمم المتحدة.
سيطرة قوات الدعم السريع على الفاشر لم تؤدِّ فقط إلى زيادة وتيرة القتال، بل أدت أيضاً إلى محاصرة المدنيين، حيث أفادت التقارير بوجود مئات الآلاف تحت الحصار، يواجهون المجاعة ونقص الرعاية الصحية، وسط مخاطر متزايدة لسوء التغذية والأمراض ما يثير القلق بشكل أكبر، بحسب غوتيريش، هو توثيق عمليات إعدام واسعة النطاق منذ دخول قوات الدعم السريع المدينة، وهو ما يشير إلى تحول النزاع من مواجهة مسلحة إلى أزمة تتضمن انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.
تقارير محلية ودولية أشارت إلى أن أكثر من 450 مدنياً قُتلوا في مستشفى، إضافة إلى عمليات قتل جماعي موجهة على أساس عرقي، فضلاً عن اعتداءات جنسية ارتكبتها القوات أثناء سيطرتها على المدينة الأسبوع الماضيهذه الانتهاكات توضح أن الأزمة لم تعد مجرد نزاع مسلح، وانما تمثل سياسة ممنهجة من العنف والإرهاب، ما يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولية عاجلة للتدخل أو اتخاذ إجراءات رادعة.
في هذا السياق، دعا غوتيريش إلى الوقف الفوري لإطلاق النار وفتح ممرات آمنة للمدنيين، مع تقديم المساعدات الإنسانية الضرورية غير أن تنفيذ هذه الدعوات يواجه تحديات هائلة، بالنظر إلى قدرة الدعم السريع على التحكم بالمناطق المستهدفة واستمرار الخطر على المدنيين، ما يجعل أي تدخل دولي معقداً ويتطلب تنسيقاً دقيقاً مع الجهات السودانية والأطراف الإقليمية والدولية.
الأزمة في الفاشر توضح نمطاً متكرراً من الصراع في دارفور، حيث كانت الانتهاكات الممنهجة جزءاً من النزاع الطويل الأمد، لكن هذه المرحلة الحالية تشير إلى تصعيد غير مسبوق في وحشية العمليات العسكرية وتأثيرها المباشر على السكان المدنيين. وبالتالي، فإن الوضع يفرض على المجتمع الدولي البحث في آليات حماية فعالة للمدنيين، بما في ذلك فرض عقوبات على المسؤولين عن الانتهاكات وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية بأسرع وقت ممكن.
