رسالة تحدٍ لواشنطن.. إيران تحيي ذكرى اقتحام السفارة الأمريكية بتظاهرات حاشدة
في مشهدٍ يعكس تصاعد التوتر التاريخي بين طهران وواشنطن، أحيت إيران اليوم الثلاثاء الذكرى السادسة والأربعين لاقتحام السفارة الأمريكية في طهران عام 1979، والذي يوافق كذلك "يوم الطالب" في البلاد.
وشهدت العاصمة طهران وأكثر من 900 مدينة إيرانية مسيرات ضخمة حملت شعارات "الموت لأمريكا" و"الموت لإسرائيل"، في تعبيرٍ عن استمرار النهج الثوري الرافض لما تصفه طهران بـ"الهيمنة الغربية".
قاليباف: استقلال إيران خط أحمر
خلال المراسم الرئيسية التي أقيمت في جامعة طهران تحت شعار "مقارعة الاستكبار العالمي"، شدد رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف على أن السياسة الخارجية الإيرانية يجب أن تظل متمسكة بالمصالح الوطنية، وعلى رأسها الاستقلال والسيادة، مضيفًا أن "استقلال إيران ليس موضوعًا قابلًا للمساومة تحت أي ظرف".
وأشار قاليباف إلى أن التقدم الذي تحرزه البلاد في المجالات العلمية والعسكرية "يفضح أكاذيب الغرب" بشأن ما يصفه بـ"عجز الشعب الإيراني عن تحقيق النهضة بموارده الذاتية".
محسن رضائي: اسألوا إسرائيل عن مدى صواريخنا
وفي كلمة لافتة أمام الحشود، قال القائد السابق للحرس الثوري اللواء محسن رضائي إن إيران لن تتخلى عن قوتها الصاروخية رغم كل الضغوط الدولية، معتبرًا أن هذه القوة تمثل "إحدى ركائز اقتدار البلاد".
وردًا على تساؤلات أمريكية بشأن مدى الصواريخ الإيرانية، قال رضائي بسخرية: "اسألوا إسرائيل عن مدى صواريخ إيران، فهي تعرف الجواب جيدًا".
نيكزاد: الأزمة مع واشنطن بنيوية لا يمكن تجاوزها
أما نائب رئيس البرلمان علي نيكزاد، فاعتبر أن الخلاف بين طهران وواشنطن "جذري وأساسي"، ولن يُحل عبر التفاوض، مؤكدًا أن اقتحام السفارة الأمريكية لم يكن عملًا عاطفيًا، بل "ردًّا طبيعيًا على عقودٍ من الظلم والتدخل الأمريكي في شؤون إيران الداخلية".
مهاجراني: لا سلاح نووي في إيران لأسباب دينية وأخلاقية
وفي سياق متصل، نفت المتحدثة باسم الحكومة فاطمة مهاجراني وجود أي برنامج نووي عسكري في إيران، مؤكدة أن فتوى المرشد الأعلى علي خامنئي تُحرّم امتلاك السلاح النووي.
وقالت مهاجراني إن "إيران تتمسك بالأخلاق الإسلامية والثقافة الإيرانية التي ترفض استخدام أسلحة الدمار الشامل"، مضيفة أن الحديث الغربي عن "نية إيران النووية" مجرد ذريعة سياسية لفرض العقوبات.
الحرس الثوري: العدو يخشى إيران القوية
وفي محافظة ألبرز، قال المتحدث باسم الحرس الثوري العميد نائيني إن بلاده تصدت منفردةً لمشروع أمريكي استمر 12 عامًا يهدف إلى إسقاط النظام الإيراني، مشيرًا إلى أن "العدو لا يعاني من مشكلة مع نظام أو حكومة، بل مع إيران القوية والمستقلة".
وأكد نائيني أن القوات المسلحة الإيرانية تواصل تطوير قدراتها الدفاعية والهجومية، مشددًا على أن "الردع الإيراني اليوم أصبح حقيقة لا يمكن تجاهلها".
تأتي هذه المناسبة في وقتٍ تتصاعد فيه التوترات بين إيران والولايات المتحدة على خلفية الحرب في غزة، والاتهامات الغربية لطهران بدعم حركات المقاومة في المنطقة.
ويُنظر إلى الاحتفال بذكرى اقتحام السفارة الأمريكية – التي تحوّلت في الذاكرة الإيرانية إلى رمزٍ لمقارعة "الاستكبار العالمي" – باعتباره تأكيدًا على أن الجمهورية الإسلامية لا تزال متمسكة بخطها الثوري الرافض لأي وصاية أمريكية أو مساومة على ملفات الصواريخ والنفوذ الإقليمي.
