يفكوروف والشرع: تعاون بلا صخب

2025.11.04 - 09:46
Facebook Share
طباعة

 تشير المعلومات الواردة من موسكو إلى أن استئناف التعاون بين روسيا وسوريا دخل مرحلة التنفيذ العملي، مع وضع خطط محددة للتعاون العسكري والاقتصادي، بعد لقاءات متواصلة بين كبار المسؤولين في البلدين.

نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين أكد أن موسكو أقامت اتصالات مكثفة مع ممثلي الحكومة السورية، وقال: "عقدت اللجنة الحكومية المشتركة للتعاون التجاري والاقتصادي جلسة جديدة مؤخرًا، تضمن بحث زيادة الاتصالات الثنائية على جميع الأصعدة".


وفود سورية في موسكو بعيدًا عن الإعلام
الزيارة التي أشارت إليها موسكو شملت وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة وأمين عام الرئاسة السورية ماهر الشرع، واستمرت ثلاثة أيام من 28 إلى 31 أكتوبر، حيث عقد الوفد سلسلة اجتماعات مع كبار المسؤولين في وزارات الدفاع والخارجية والبناء والإسكان الروسية.

ناقش وزير الدفاع السوري مع نظيره الروسي أندريه بيلاوسوف "سبل التنفيذ العملي لمجالات التعاون الثنائي الواعدة"، كما شارك في جولات على منشآت عسكرية، بما في ذلك مقر يُعتقد أنه مركز قيادة وتوجيه للقوات الروسية، في حين أكدت وزارة الدفاع السورية أن الاجتماعات ركّزت على دعم العلاقات الثنائية وتبادل الخبرات في التدريب والمجالات العسكرية الأخرى.

الجنرال يونس بيك يفكوروف، نائب وزير الدفاع الروسي، كان حاضرًا في جميع الاجتماعات، في خطوة اعتُبرت رمزية لتعزيز الثقة بين الجانبين العسكريين.


ماهر الشرع على رأس التفاوض السوري
إلى جانب الوفد العسكري، أجرى أمين عام الرئاسة السورية ماهر الشرع محادثات مع وزير البناء الروسي إريك فايزولين، تناولت تنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها عقب اجتماع الرئيسين السوري والروسي في 15 أكتوبر، بالإضافة إلى متابعة زيارة الوفد الروسي إلى دمشق في سبتمبر الماضي.

كما بحث الشرع مع نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين تسهيل إعادة إعمار سوريا وتطوير التعاون متعدد الأوجه، وهو ما يُشير إلى رغبة دمشق وموسكو في استئناف سريع وفعلي للتعاون الثنائي في المجالات ذات الأولوية.


الجوانب الرمزية للشخصيات المشاركة
يرى مراقبون أن اختيار ماهر الشرع لقيادة الملف السوري كان مدروسًا بدقة، إذ يجمع بين مهارات التفاوض وإتقان اللغة الروسية وخبرة طويلة في المجتمع الروسي، إلى جانب كونه شقيق الرئيس السوري أحمد الشرع وزواجه من مواطنة روسية. هذه العوامل تمنحه قدرة كبيرة على فهم خلفيات كل كلمة من الجانب الروسي وتحقيق أفضل النتائج في المفاوضات.

من جانبها، اختارت موسكو الجنرال يونس بيك يفكوروف، المسلم السني من جمهورية إنغوشيا في القوقاز، ليكون الواجهة العسكرية لمحادثاتها مع دمشق، في خطوة اعتبرت بمثابة كسر لأي جمود محتمل وتعزيز الثقة لدى الجانب السوري.


استئناف العمل بالاتفاقيات السابقة
المصادر تؤكد أن التعاون الحالي لا يدور حول توقيع اتفاقيات جديدة، بل استئناف العمل بالاتفاقيات السابقة التي أبرمتها روسيا مع الدولة السورية في عهد النظام السابق، سواء في مجالات التدريب العسكري أو الإمدادات بالسلاح، أو التعاون الاقتصادي والتجاري.

تتمتع روسيا بالخبرة والبنى التحتية اللازمة لتفعيل الاتفاقيات فور التوصل إلى تفاهمات نهائية، الأمر الذي يتيح لسوريا إعادة تسليح الجيش وتفعيل مشاريع اقتصادية بشكل سريع نسبيًا.


سياق جيوسياسي وإقليمي
يبدو أن سوريا أمام خيار محدود بين روسيا وتركيا في مسائل التسليح العسكري وإعادة الهيكلة الاقتصادية، في حين تركز الدول الغربية اهتمامها على أوكرانيا، ولا توجد مؤشرات واضحة على استعدادها لدعم دمشق في هذه المجالات، كما أن أي تعاون محتمل معها سيحتاج إلى قرارات سياسية وإجراءات طويلة ومعقدة.


التحديات المحتملة
رغم التفاهم الروسي-السوري، هناك تحديات جدية قد تواجه السلطات السورية، أبرزها رد فعل المواطنين الذين قد يشعرون بالاستياء من استئناف التعاون مع موسكو، نتيجة الدعم الروسي السابق لنظام الأسد وتورطه في أحداث دامية خلال العقد الماضي. وفي المقابل، يظهر جزء من المجتمع السوري تفهمًا للأمر الواقع، مع الأخذ بعين الاعتبار الحاجة الملحة لتحديث الجيش وإعادة إحياء الاقتصاد الوطني.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 4