عون: التفاوض مع إسرائيل خيار لبنان الوحيد ووحدة الوطن أولوية
أكد الرئيس اللبناني جوزيف عون أن لبنان أمام خيار استراتيجي وحيد في التعامل مع إسرائيل وهو التفاوض، مشددًا على أن الحوار لا يمكن أن يكون مع صديق أو حليف بل مع العدو، معتبرًا أن لغة الدبلوماسية أهم من لغة الحرب، وأن أي خيار عسكري وحربي لا يمكن أن يحقق النتائج المرجوة، وهو ما يدفع إلى الاعتماد على التفاوض كخيار عملي وحاسم. وأوضح عون أن السياسة تقوم على ثلاثة أدوات رئيسية: الدبلوماسية والاقتصاد والحرب، مشيرًا إلى أن نهاية معظم النزاعات الدولية كانت دائمًا عبر التفاوض وليس المواجهة، كما شدد على أن دوره كرجل دولة يضع مصلحة لبنان فوق كل اعتبار، وأن جميع الجهات السياسية والدينية والأمنية يجب أن تعمل لتحقيق المصلحة الوطنية العليا، مؤكدًا أن التركيز على المصلحة الوطنية سيزيل الأسباب الرئيسية لمعظم المشاكل الراهنة في البلاد ويعيد توحيد جهود الدولة.
وتناول الرئيس عون الإنجازات التي تحققت منذ تشكيل الحكومة الحالية، مشيرًا إلى التشكيلات القضائية والمصرفية والأمنية والإصلاحات الاقتصادية التي أحدثت نقلة نوعية لم تتمكن أي حكومة سابقة من تحقيقها خلال عشرين عامًا، ومتوقعًا أن تصل نسبة النمو الاقتصادي حتى نهاية العام إلى 5٪، لكنه شدد على أن لبنان لا يمكنه محو تراكمات أربعين عامًا بين ليلة وضحاها، وأن الصبر والمثابرة ضروريان لتحقيق النتائج المرجوة.
كما أشار إلى خطوات جدية نحو تحسين العلاقات مع سوريا، مع تشكيل لجان مشتركة قريبًا لحل مسألة ترسيم الحدود وبدء عودة عدد من النازحين السوريين إلى بلادهم، معتبرًا أن البلاد أمام فرص كثيرة يمكن استثمارها إذا تجاوزت الانقسامات الطائفية والمذهبية التي دمرت لبنان على مدى سنوات طويلة.
يوضح الخطاب رؤية واضحة لتقوية الدولة اللبنانية عبر التفاوض والحوار الداخلي والخارجي، مع التركيز على الوحدة الوطنية والعمل المشترك بين جميع القوى السياسية والاجتماعية، مؤكدًا أن المسؤولية مشتركة واستقرار لبنان يتطلب تجاوز الانقسامات، واستثمار الفرص الاقتصادية والإقليمية، ووضع مصلحة الوطن فوق أي اعتبار آخر لضمان مسار تنموي آمن ومستدام.
