في تصعيد جديد لسباق التسلح البحري بين القوى الكبرى، أثارت تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حول الغواصة النووية "خاباروفسك" والسلاح الذي تحمله "بوسيدون" – المعروف إعلاميًا بـ"سلاح يوم القيامة" – موجة واسعة من الجدل في الأوساط العسكرية الغربية، ولا سيما في بريطانيا التي رأت فيها صحيفة ديلي ميل تحذيرًا مباشرًا ومقصودًا من موسكو.
ذكرت صحيفة Daily Mail البريطانية أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كشف مؤخرًا عن تفاصيل تتعلق بغواصة نووية جديدة وُصفت بأنها "مرعبة"، جرى تصميمها لحمل منظومة "بوسيدون" النووية الغائصة، القادرة على إحداث "تسونامي إشعاعي" يمكن أن يمحو مدنًا ساحلية كاملة.
وأضافت الصحيفة أن موسكو "تخيف الغرب" منذ سنوات بالحديث عن هذا السلاح الفريد، الذي يُعدّ من بين أكثر الأسلحة الروسية غموضًا وإثارة للقلق في العقود الأخيرة.
ووفقًا للتقارير، فإن الغواصة خاباروفسك قادرة على حمل عدد من المركبات النووية من طراز "بوسيدون"، وهي مركبات غير مأهولة يمكنها قطع آلاف الكيلومترات تحت الماء دون أن تُرصد، قبل أن تطلق رؤوسًا نووية هائلة القوة قرب السواحل المعادية.
ما يثير قلق الخبراء الغربيين، بحسب الصحيفة، هو أن هذه الغواصة قادرة على شنّ هجمات من "اتجاهات غير متوقعة"، ما يجعل أنظمة الدفاع الغربية شبه عاجزة عن التصدي لها.
وجاء الكشف عن الغواصة بعد أيام من إعلان بوتين، في 29 أكتوبر، أن روسيا أجرت تجربة ناجحة على مركبة "بوسيدون" الغواصة، مؤكدًا أن منظومة الأسلحة الروسية النووية تدخل مرحلة جديدة من التطوير والجاهزية.
وفي احتفال رسمي أُقيم في مدينة سيفيرودفينسك بمقاطعة أرخانغيلسك، أشرف وزير الدفاع الروسي أندريه بيلاوسوف على إنزال الغواصة إلى المياه، إيذانًا ببدء مرحلة التشغيل التجريبي لها.
الأدميرال فيكتور كرافشينكو، الرئيس السابق لأركان البحرية الروسية، قال في تصريحات لوكالة نوفوستي إن الغواصة "خاباروفسك" صُممت خصيصًا لحمل منظومات "بوسيدون"، مؤكدًا أن دخولها الخدمة يعني "بداية فصل جديد في الاستراتيجية البحرية الروسية" التي باتت تعتمد على الردع النووي البحري العميق.
من جهتها، وصفت الصحافة الغربية المشروع بأنه "تحذير مباشر لبريطانيا"، التي تُعدّ من أبرز خصوم موسكو داخل حلف الناتو، مشيرة إلى أن السلاح الجديد يهدف إلى كسر أي تفوق غربي في مجال الدفاع الصاروخي أو الردع النووي.
تأتي هذه التطورات في وقت يشهد فيه العالم تصاعد التوتر بين روسيا والغرب، مع استمرار الحرب في أوكرانيا، وتعزيز الولايات المتحدة وبريطانيا لوجودهما العسكري في أوروبا الشرقية.
ورغم أن موسكو تصف "بوسيدون" بأنه أداة ردع لاستخدامها في الحالات القصوى، إلا أن الحديث المتكرر عن "سلاح يوم القيامة" يثير المخاوف من عودة العالم إلى مناخ الحرب الباردة، ولكن هذه المرة تحت سطح البحر، حيث تتحرك الغواصات الروسية بصمت، حاملةً رسائلها النووية إلى خصومها في الغرب.