تعيش نقابة المحامين في طرابلس على وقع سباق انتخابي حاد يسبق الاستحقاق المنتظر الأسبوع المقبل، وسط أجواء مشحونة وتبادل روايات متناقضة حول ما جرى خلال الجلسة الأولى التي أُرجئت بسبب عدم اكتمال النصاب. ورغم أنّ النقابة لطالما مثّلت مساحة للرصانة القانونية، إلّا أنّ التطورات الأخيرة كشفت حجم الرهانات داخلها في واحدة من أكثر المعارك النقابية سخونة.
تضارب في الروايات حول “الإشكال”:
برزت خلال الساعات الماضية روايات متعددة بشأن ما قيل إنه “إشكال حاد” بين المرشحين لمنصب النقيب، مروان ضاهر وشوقي ساسين، خلال اجتماع حضره النقيب سامي الحسن والمرشح إيلي ضاهر إلى جانب عدد من المحامين.
فقد تحدثت بيانات جهات نقابية ومحامين عن توتر بلغ حدّ التهجم وتمزيق محضر الجلسة، فيما شدّد آخرون على أن ما حدث لم يتجاوز نقاشاً حاداً ضمن حدود اللياقة.
بيانات متبادلة… واتهامات بالتصعيد
تجمّع القوى النقابية ذهب بعيداً باتهاماته، معتبرًا أن الجلسة شهدت “تجاوزات مشجوبة”، منها تهجم شفهي على عضو مجلس النقابة المحامية باسكال أيوب، ثم تمزيق محضر الجلسة إثر خلاف إجرائي على تدوين اعتراضات تتعلق بآلية الانتخاب.
في المقابل، روى المرشح شوقي ساسين لوسائل إعلام محلية، تفاصيل مشابهة مؤكداً محاولة التهجم عليه قبل تدخل الحاضرين، فيما لم يصدر أي تعليق من المرشح مروان ضاهر حتى اللحظة.
موقف النقابة: “نقاش طبيعي”
بيان نقابة المحامين كان الأهدأ لهجة، إذ أكّد أنّ ما حصل لا يعدو كونه نقاشاً حاداً ضمن إطار العملية الديمقراطية، مشدّداً على ضرورة الحفاظ على سلوكيات مهنية راقية وعدم تحويل أي حادثة داخل النقابة إلى أداة انتخابية وظيفتها التأثير على الناخبين.
خلفية تقنية: بين النظام الإلكتروني والفرز الورقي
كشفت مصادر مطّلعة لوسائل إعلام محلية إن جذور الخلاف تعود إلى الجدل الدائر حول آلية الفرز بين النظام الإلكتروني والعودة إلى الورقة والقلم، خصوصًا بعد اتهامات سابقة بالتزوير الإلكتروني خلال انتخابات فرعية.
وبينما يعتبر مؤيدو الفرز اليدوي أنه ضمانة للشفافية، يرى آخرون أن العودة إلى الورقي ستعطّل سير العملية الانتخابية وتفتح الباب أمام تأجيلات وفوضى غير مبررة.
سباق انتخابي محتدم:
المشهد يعكس حجم المنافسة داخل البيت النقابي، حيث يسعى كل من المرشحين الثلاثة إلى تثبيت موقعه في معركة تُعدّ من الأقوى في تاريخ النقابة بحكم رمزيتها وثقلها شمالًا. وبين شدّ وجذب، يبقى التحدي الأكبر هو الحفاظ على صورة النقابة كمرجعية مهنية لا تهتزّ أمام التجاذبات.