45 جثماناً فلسطينياً تصل غزة والجدل يتصاعد حول التعذيب والمحاسبة
أفرجت السلطات الإسرائيلية، اليوم الاثنين، عن 45 جثماناً فلسطينياً محتجزاً لديها، ونُقلت عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى مجمع ناصر الطبي في خان يونس جنوب قطاع غزة، في إطار المرحلة السابعة من اتفاق تبادل الجثامين برعاية أميركية. وتأتي هذه الخطوة ضمن اتفاقية تسلّم فيها إسرائيل 15 جثماناً مقابل كل جثة لرهينة إسرائيلي محتجز في غزة، مستمرة منذ العاشر من تشرين الأول/أكتوبر.
الكشف عن هوية بعض الجنود القتلى:
أكدت إسرائيل أن الرفات التي سلّمتها حماس الأحد تعود لثلاثة جنود قتلوا خلال هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023. وأوضحت فحوص الطب الشرعي أن الجثامين تشمل العقيد أساف حمامي (40 عاماً)، النقيب عومر ماكسيم ناوترا (21 عاماً) الحامل للجنسية الأميركية، والرقيب أول عوز دانيال (19 عاماً). وأفادت الحركة الفلسطينية بأنها عثرت على الجثامين ضمن أحد الأنفاق جنوب قطاع غزة.
صعوبات التعرف على الجثامين وآثار التعذيب:
أشارت وزارة الصحة الفلسطينية إلى أن عدد الجثامين المستعادة منذ بدء اتفاق وقف إطلاق النار وصل إلى 270 جثماناً، لكن عملية التعرف على بعضها تواجه صعوبات بالغة بسبب حالة التحلل أو آثار التعذيب والانتهاكات أثناء الاحتجاز. وأوضح المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل أن العديد من الجثامين وصلت في حالة يصعب التعرف عليها نتيجة الانتهاك أو التقطيع، مطالباً بإنشاء مختبر لفحص الحمض النووي لضمان تحديد هوية الشهداء وإنصاف عائلاتهم.
توقيف المدعية التي فضحت الانتهاكات:
في تطور متزامن، أوقفت السلطات الإسرائيلية المدعية العامة العسكرية السابقة يفعات تومر-يروشالمي بعد أيام من استقالتها، عقب تسريب مقطع فيديو يظهر جنوداً يعتدون بعنف على معتقل فلسطيني في سجن «سدي تيمان» في تموز/يوليو 2024. وقد اعترفت تومر-يروشالمي بأن مكتبها هو من زوّد وسائل الإعلام بالمقطع، الذي أثار موجة تنديد دولية ووُصف بأنه دليل على تعذيب ممنهج للأسرى الفلسطينيين، فيما وُجهت تهم إساءة معاملة لخمسة جنود بعد إثبات إصابة المعتقلين بجروح خطيرة بينها كسور في الأضلاع وثقب في الرئة.
جدل متصاعد حول المحاسبة:
تتزايد الانتقادات الحقوقية لإسرائيل بعد أن وثقت لجنة أممية في أكتوبر الماضي "انتهاكات واسعة ومنهجية" بحق المعتقلين الفلسطينيين، وصنفتها "جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية". وفي الوقت الذي تتسلم فيه غزة جثامين الشهداء بصمت، يشتد الجدل داخل إسرائيل حول محاسبة المسؤولين.
