خلفيات مخطط إسرائيل لاستهداف 200 فلسطيني في رفح

2025.11.03 - 03:42
Facebook Share
طباعة

تتدحرج في الداخل الإسرائيلي مواقف متشددة توحي باستعداد المؤسسة العسكرية للمضي في سيناريو دموي جديد جنوب قطاع غزة، وسط أحاديث متصاعدة عن وجود نحو 200 فلسطيني في منطقة قريبة من "الخط الأصفر" قرب رفح هذه المنطقة تُعد وفق قواعد الاحتلال "حزام قتل" يمنع الاقتراب منه، وتُمكّن الجيش من إطلاق النار فوراً بذريعة حماية القوات المنتشرة هناك.

السجال لم يبدأ من فراغ، إذ تفجرت القضية بعد تقارير إسرائيلية حول احتمال السماح لهؤلاء الأفراد بالانتقال نحو مناطق فلسطينية خاضعة لإدارة محلية، مقابل تسليم أسلحتهم. هذا الطرح فجّر انتقادات واسعة داخل أوساط اليمين والجيش، وفتح الباب أمام تساؤلات حول ما إذا كانت إسرائيل تبحث عن غطاء أخلاقي لعملية تصفية مسبقة.

خطاب دموي داخل الحكومة والجيش:

تصريحات شخصيات إسرائيلية بارزة اتخذت منحى تحريضياً واضحاً مسؤولون عسكريون تحدثوا بوضوح عن دعم خيار التصفية الكاملة أما سياسيون يمينيون فذهبوا أبعد، معتبرين أي بديل غير القتل "خيانة".
هذه اللغة لا تنفصل عن المزاج الإسرائيلي بعد أشهر من الحرب، حيث يسعى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لإظهار حزم عسكري في مواجهة ضغوط داخلية وخارجية بشأن الهدنة وملف الأسرى.

تبريرات أمنية… وتمهيد للتنفيذ؟

بيان جيش الاحتلال الذي أعلن فيه "القضاء على مسلحين" اقتربوا من القوات جنوب غزة بدا كأنه جزء من خطاب تمهيدي. فالحادثة وُظفت لإبراز أن أي اقتراب من الخط الأصفر سيُعامل كتهديد مباشر. بذلك يصبح قتل هؤلاء الفلسطينيين ـ إن تمت العملية لاحقاً ـ أمراً مفروغاً منه تحت عنوان "الدفاع عن القوات".

التسريب الأولي للقناة 12 الإسرائيلية عن احتمال السماح بالمرور قد يكون جزءاً من تكتيك نفسي، يخلق ضبابية ويمنح العسكريين مساحة للتحرك دون مساءلة داخلية، عبر تصوير أي احتمال بديل كتنازل غير مقبول.

رهانات سياسية وعسكرية

الرهان الإسرائيلي يبدو مركباً:

توفير غطاء سياسي وأخلاقي داخلي لعمل عسكري قاتل.

الضغط على حركة حماس في ملفات التفاوض.

تجنب اتهامات جديدة بخرق صريح للهدنة عبر تبرير "وجود مسلحين" في المنطقة.


في المقابل، لا توجد مؤشرات على أن الأطراف الفلسطينية ستقبل أي ترتيبات مذلّة تتضمن تسليم سلاح وسط حرب مفتوحة، ما يزيد احتمالات أن تكون القضية مقدمة لعمل ميداني واسع.

ما وراء المشهد:

اللغة المستخدمة من وزراء متطرفين وحلفاء نتنياهو تعكس اتجاه نحو تصعيد منسق، وليس مجرد جدل سياسي إذا نفذت إسرائيل خطة قتل أو اعتقال جماعي، ستكون المعركة في رفح أمام فصل جديد يهدد الهدنة الهشة ويحمل رسائل مفادها أن أي تهدئة قابلة للانهيار عند أول فرصة سياسية داخل تل أبيب.

في هذا السياق تبدو القضية أبعد من ملاحقة مجموعة محاصرة؛ إنها اختبار لنوايا حكومة تتأرجح بين الضغوط الدولية وحسابات البقاء السياسي الداخلي، وقد تجد في الدم الفلسطيني الوسيلة الأسرع لتثبيت حضورها. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 1 + 8