السودان في قبضة الجوع والنزوح.. حرب دارفور تتمدد شمالًا

2025.11.03 - 11:37
Facebook Share
طباعة

بعد أسبوع واحد فقط من سيطرة قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، مركز ولاية شمال دارفور، تتواصل موجات النزوح الجماعي من غرب السودان نحو ولايات كردفان والشمالية، وسط انهيار شبه كامل للخدمات الأساسية وتصاعد المخاوف من مجازر جديدة في المناطق التي شهدت اشتباكات ضارية بين الجيش والدعم السريع.

 

نزوح متسارع من الفاشر ودارفور

بحسب بيانات المنظمة الدولية للهجرة، فإن أكثر من 8600 شخص نزحوا خلال يومين فقط نتيجة الأحداث العنيفة الجارية في الفاشر، ليرتفع العدد الإجمالي للنازحين منذ 26 أكتوبر إلى نحو 71 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال.

وأوضحت المنظمة أن النازحين تحركوا نحو مناطق داخل محليتي الفاشر وطويلة شمال دارفور، محذّرة من أن انعدام الأمن على الطرق المؤدية إلى تلك المناطق يعرقل حركة المدنيين الفارين من القتال.

 

امتداد النزوح إلى شمال كردفان والنيل الأبيض

امتدت حركة النزوح إلى ولايات أخرى، حيث أكدت المنظمة الدولية أن أكثر من 1200 شخص فرّوا من محليتي بارا وأم روابة في شمال كردفان خلال اليومين الماضيين، بعد سيطرة الدعم السريع على مدينة بارا الاستراتيجية. وتوزّع النازحون على عدد من المناطق داخل محلية شيكان، إضافة إلى ولايات النيل الأبيض (الدويم – تندلتي – كوستي – ربك).

وتشير تقارير ميدانية إلى أن المدنيين في هذه المناطق يواجهون ظروفاً إنسانية قاسية، مع نقص حاد في الغذاء والمأوى وارتفاع حالات سوء التغذية بين الأطفال.

 


استعدادات في الولاية الشمالية لاستقبال النازحين

في الولاية الشمالية، أعلنت السلطات المحلية حالة استنفار قصوى استعداداً لوصول آلاف النازحين من الفاشر. وقال وائل محمد شريف، مفوض العون الإنساني، إن المخيمات الجديدة في مدينة الدبة جاهزة لاستقبال موجات النزوح القادمة خلال الساعات المقبلة.

من جانبها، أوضحت وزيرة الشؤون الاجتماعية المكلفة منال مكاوي أن الولاية دخلت "مرحلة جديدة من الأزمة" مع تزايد أعداد النازحين القادمين من دارفور وكردفان. وأكدت أن لجنة الطوارئ المحلية في حالة انعقاد دائم، لتأمين الجوانب الصحية والغذائية والنفسية والأمنية.

وأضافت أن مدينة الدبة تستضيف حالياً أكثر من 4 آلاف نازح، وأن السلطات شرعت في تشييد مخيم جديد في بلدة العفاض شرق المدينة، بعد امتلاء المخيمين الرئيسيين.

 

صور الأقمار الاصطناعية تكشف فظائع ميدانية

في تطور خطير، أظهرت صور أقمار اصطناعية حديثة وجود مؤشرات على عمليات قتل جماعي داخل مدينة الفاشر ومحيطها، بحسب مختبر الأبحاث الإنسانية بجامعة ييل الأميركية. وأوضح التقرير أن الصور الملتقطة بين 27 و31 أكتوبر رصدت 31 موقعاً يُعتقد أنها تضم جثثاً بشرية في مناطق سكنية وأخرى عسكرية وجامعية، ما يعزز المخاوف من ارتكاب انتهاكات جسيمة بحق المدنيين.

 

 

تباين في المواقف والاتهامات

ورغم اعتراف قوات الدعم السريع بوقوع "انتهاكات محدودة"، فإن قائدها محمد حمدان دقلو (حميدتي) أعلن تشكيل لجان للتحقيق في الحوادث ومحاسبة المتورطين.
في المقابل، قالت الحكومة السودانية إن عدد القتلى في المدينة تجاوز 2000 مدني، محمّلة الدعم السريع مسؤولية "مجازر جماعية ممنهجة" بعد انسحاب الجيش من الفاشر.

 


أزمة إنسانية غير مسبوقة

تصف الأمم المتحدة الوضع في السودان بأنه "أسوأ أزمة إنسانية في العالم"، حيث أسفر النزاع المستمر منذ أبريل 2023 عن مقتل عشرات الآلاف وتشريد أكثر من 12 مليون شخص داخل البلاد وخارجها.
وفي ظل تصاعد العنف وتدهور الأوضاع الأمنية، يحذّر المراقبون من أن السودان يواجه خطر الانزلاق نحو انهيار شامل، ما لم يتم التوصل إلى وقف إطلاق نار دائم وخطة إنقاذ إنسانية عاجلة تشمل دارفور وكردفان والشمالية.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 10