شهد مخيم اليرموك بدمشق انهيار مبنى غير مأهول مؤلف من خمسة طوابق مساء السبت، نتيجة تعرضه لقصف سابق من قوات النظام المخلوع ووجود أنفاق تحته، وفق ما أكد مدير الدفاع المدني في دمشق حسن الحسان وقد تحركت فرق الطوارئ لتفقد المكان والتأكد من عدم وجود أي إصابات، بينما قامت بتأمين محيط المبنى واتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة، في إطار تنسيق مستمر بين وزارة الطوارئ وإدارة الكوارث والجهات المحلية لتقييم الأبنية المتضررة.
يمثل هذا الانهيار نموذجاً لما خلفته سنوات الحرب والدمار في البنية التحتية للمدن السورية فالقصف المكثف الذي استهدف الأحياء السكنية والمرافق الحيوية ترك مئات الآلاف من المباني في حالة تهالك وانهيار جزئي، ما يزيد من المخاطر على السكان المتبقين ويعيق أي جهود لإعادة الإعمار. ولا يقتصر التأثير على المباني فحسب، بل يشمل شبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي والطرق، ما يجعل الظروف المعيشية أكثر هشاشة وتعقيداً.
مخيم اليرموك، الذي كان يوماً من أكبر وأهم الأحياء السكنية في دمشق، تحول بفعل القصف والحصار الطويل إلى منطقة شبه خالية، معظم أبنيتها ومرافقها الحيوية مدمرة هذه البيئة تعكس المخاطر المستمرة للتهالك العمراني، إذ أن الأبنية المتصدعة والانهيارات المتكررة تشكل تهديداً دائماً على سلامة المواطنين، حتى في حال عدم وجود تواجد بشري مباشر.
توضح هذه الحادثة ضرورة الإسراع بتقييم شامل للبنية التحتية المتضررة ووضع خطط عملية لإعادة تأهيل الأبنية والمرافق الحيوية كما تبرز أهمية فرض معايير أمان صارمة للأبنية القائمة والتشديد على منع أي استخدام للمباني غير الآمنة، بهدف الحد من الخسائر البشرية والمادية المحتملة في المستقبل، خاصة في المناطق التي لا تزال متأثرة بتداعيات الحرب السابقة.
السيناريوهات المتوقعة تشمل استمرار الانهيارات الجزئية أو الكاملة في المباني المتهالكة، ما يجعل الحاجة لتدخل سريع في التقييم والترميم أمراً حيوياً لضمان أمن السكان في الوقت نفسه، تشكل هذه الحوادث تذكيراً مستمراً بتداعيات الصراعات المسلحة الطويلة على البيئة العمرانية والحياة اليومية للسكان في دمشق والمناطق المحيطة بها.