بين عقد منتهي ومطمرٍ مهدّد: من يدير أزمة النفايات في طرابلس؟

2025.11.02 - 04:03
Facebook Share
طباعة

تعود أزمة النفايات لتطارد مدينة طرابلس من جديد، بعدما أعلنت شركة “لافاجيت” المسؤولة عن جمع النفايات في اتحاد بلديات الفيحاء (طرابلس، الميناء، البدّاوي والقلمون) وقف أعمالها وبدء إضراب شامل بسبب مشكلات مالية واستمرار الغموض في تجديد عقدها المنتهي منذ حزيران الماضي.
الإعلان الذي تكرره الشركة دورياً بات يثير غضب سكان المدينة الذين يواجهون تكدس القمامة والروائح الكريهة في الأحياء والشوارع، وسط اتهامات للشركة بالتقصير والضغط على السلطات المحلية لتمديد عقدها القديم دون منافسة حقيقية.

الشركة برّرت قرارها بتأخر الجهات الرسمية في اتخاذ قرار حاسم بشأن التمديد أو تكليف بديل مؤقت، مؤكدة أنها واصلت العمل لأشهر دون غطاء قانوني أو مالي، وتحملت أعباء تشغيلية كبيرة لتأمين الوقود ودفع أجور العمال وصيانة الآليات.
لكن متابعين يؤكدون أن هذه ليست المرة الأولى التي تستخدم فيها “لافاجيت” أسلوب “التهديد بالإضراب” للضغط من أجل ضمان استمرارها في السيطرة على ملف النفايات، الذي وُصف بأنه من أعقد الملفات البيئية والإدارية في المدينة.

مدير مختبر علوم البيئة والمياه في الجامعة اللبنانية، الدكتور جلال حلواني، أوضح أن أزمة طرابلس تنقسم إلى شقين: الأول يتعلق بجمع النفايات الذي تتولاه “لافاجيت”، والثاني يخص المطمر الذي تديره شركة “باتكو” المرتبطة بها. وأشار إلى أن عقد “باتكو” ينتهي خلال ستة أشهر، ما يعني أن المدينة ستواجه قريباً خطر توقف عمل المطمر دون بديل جاهز، خصوصاً مع امتلاء الخلايا الثلاث المخصصة للطمر واقتراب انتهاء صلاحية الأخيرة.

مصادر مطّلعة على الملف تحدثت لوسائل إعلام محلية عن تاريخ طويل من التجديدات المتكررة لعقود “لافاجيت” منذ العام 2000، معتبرة أن الشركة حولت الأزمة إلى وسيلة ابتزاز ممنهجة، خصوصاً أن تقارير عدة تحدثت عن مخالفات في التزامها ببنود الكنس والنظافة، واتهامات بدفع رشاوى لمراقبين ومسؤولين لتجاوز العقود. وتضيف المصادر أن الشركة قد تلجأ حتى إلى حرق النفايات في بعض المناطق لزيادة الضغط، في ظل غياب خطة بديلة واضحة من اتحاد البلديات ومجلس الإنماء والإعمار.

ومع اقتراب انتهاء عقد المطمر وتزايد كميات النفايات، تبدو طرابلس على أبواب أزمة بيئية جديدة، ما لم تُتخذ قرارات جريئة تفصل بين مصالح الشركات وحقّ السكان في بيئة نظيفة، لأن استمرار الفوضى سيجعل من ملف النفايات مرّة أخرى أداة ابتزاز سياسي ومالي في واحدة من أكثر المدن اللبنانية هشاشة. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 3