الفصائل الفلسطينية تناقش إدارة غزة هذا الأسبوع في القاهرة
تستعد ثمانية فصائل فلسطينية، على رأسها حركة «حماس»، لعقد اجتماع مهم في القاهرة هذا الأسبوع، بهدف التوصل إلى توافق حول إدارة انتقالية لقطاع غزة الاجتماع، الذي دعت إليه الحكومة المصرية، يأتي في وقت حساس بعد وقف إطلاق النار الأخير، ويهدف إلى وضع إطار لإدارة الحياة اليومية للفلسطينيين في غزة، وضمان الأمن والاستقرار داخل القطاع. ويأتي هذا التطور في ظل استمرار الانقسام بين الفصائل، حيث تسعى مصر للضغط نحو تشكيل لجنة إدارية من technocrats (تكنوقراط) لإدارة شؤون المدنيين، مع الحفاظ على إشراف السلطة الفلسطينية على المستوى الرسمي.
وتشير المصادر إلى أن النقاش سيتركز على اختيار رئيس اللجنة التكنوقراطية وصلاحياتها، وكيفية التنسيق مع «مجلس السلام» المقترح في خطة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب. وتبحث الفصائل أيضاً في إمكانية إنشاء قوة متعددة الجنسيات لحفظ الاستقرار، رغم أن التفاصيل النهائية لهذا المقترح لا تزال غير واضحة. الهدف المعلن لمصر والفصائل هو تمكين الفلسطينيين من إدارة الشؤون المدنية بأنفسهم، بما يقلل من الاعتماد على أطراف خارجية، ويضمن تسيير حياة المواطنين بشكل سلس.
وتأتي هذه المحادثات بعد عامين من القصف والحصار والدمار الذي أصاب غزة، ما جعل الحاجة إلى إدارة مستقرة أمراً حيوياً لإعادة بناء القطاع. وتشير تقديرات خبراء سياسيين إلى أن نجاح هذه الاجتماعات يعتمد على التوافق بين الفصائل على التوزيع العادل للمسؤوليات، وإشراك كل الأطراف ذات النفوذ في العملية السياسية وأكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي أن الهدف الرئيسي هو دمج غزة في إطار الدولة الفلسطينية المستقبلية، مع إعطاء الأولوية للحياة المدنية والأمن الداخلي.
مع ذلك، تبقى تحديات كبيرة قائمة، من بينها طبيعة العلاقة بين اللجنة الفلسطينية والسلطة المركزية في رام الله، وضمان عدم تكرار الانقسامات الداخلية التي عرقلت جهود التنمية والإدارة السابقة كما يواجه القطاع ضغطاً كبيراً على صعيد إعادة الإعمار والخدمات الأساسية، ما يجعل تشكيل إدارة فعالة ومستقرة أمراً ملحاً لتلبية احتياجات السكان. وفي ظل هذه الظروف، يبدو أن نجاح الاجتماع في القاهرة سيكون اختباراً حاسماً لقدرة الفصائل على تجاوز الخلافات والعمل من أجل مصالح الفلسطينيين في غزة، وهو ما سيحدد بشكل كبير مستقبل إدارة القطاع في الأشهر المقبلة.
