الأقمار الصناعية ترصد استمرار الجرائم على يد الدعم السريع

2025.11.01 - 08:37
Facebook Share
طباعة

بعد السيطرة الكاملة لقوات الدعم السريع على مدينة الفاشر، آخر معاقل الجيش في إقليم دارفور، تواجه آلاف الأسر المدنيين خطراً وشيكاً، وسط استمرار الانتهاكات الموثقة في المدينة.
وتظهر صور الأقمار الصناعية أن المجازر لم تتوقف، ما يعكس حجم التهديد المتواصل لسكان المدينة، الذين كان عددهم قبل الهجوم حوالي 260 ألف نسمة.

أكثر من 65 ألف شخص فروا منذ الأحد إلى مناطق مجاورة، فيما بقي عشرات الآلاف عالقين داخل المدينة، ويواجهون قيودًا على الحركة، وانعدام الوصول إلى المناطق الأكثر أمانًا.
ويشير رئيس قسم الطوارئ في منظمة «أطباء بلا حدود»، ميشال أوليفييه لاشاريتيه، إلى أن حجم الكارثة أكبر من عدد الوافدين إلى مناطق آمنة، مع استمرار وجود المفقودين الذين قد يكونون قتلى أو مختطفين.

الفظائع المستمرة:

تشمل الانتهاكات عمليات إعدام ميدانية وعنفًا جنسيًا ونهبًا وخطفًا للمدنيين، مع فصل الفارين بحسب الجنس والعمر والانتماء العرقي المفترض. وأظهرت صور الأقمار الصناعية وجود ما لا يقل عن 31 مجموعة أجسام يُرجّح أنها لجثث بشرية في أحياء سكنية ومواقع عسكرية وحرم جامعي، ما يشير إلى استمرار عمليات القتل الجماعي.

الانتهاكات ضد النساء:

أكدت وزيرة الدولة للرعاية الاجتماعية، سُليمى إسحق، وقوع 25 حالة اغتصاب مثبتة ومؤكدة في الفاشر، إضافةً إلى مقتل 300 امرأة، بعضهن تعرضن لتنكيل وعنف جنسي. وفي يوم واحد فقط، قتل 233 امرأة خلال الهجوم على المدينة وأوضحت الوزيرة أن قوات الدعم السريع اغتصبت وقتلت نساء وأُسرًا بأكملها، معتبرة أن ما يحدث في الفاشر أسوأ مما شهدته مناطق أخرى من السودان مثل الجزيرة والخرطوم.

التحذيرات الدولية:

حذرت الأمم المتحدة من أن سيطرة الدعم السريع على الفاشر قد تمنحها تحكمًا كاملًا في العواصم الخمس لإقليم دارفور، بينما يحتفظ الجيش بالسيطرة على شمال وشرق ووسط السودان كما تشير التقارير إلى امتداد العنف إلى ولاية كردفان المجاورة.

وأشار المسؤولون الأمميون إلى خطورة الوضع على الأطفال، حيث يُجند آلاف الأطفال قسراً، ويعاني 90% منهم من الحرمان من التعليم، فيما أدى النزاع إلى تراجع عقود من التقدم في التطعيم، ما يهدد ملايين الأطفال بالإصابة بأمراض يمكن الوقاية منها.

ردود الفعل الدولية:

وصف وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول الوضع بأنه "أكبر أزمة إنسانية في العالم"، فيما نددت وزيرة الخارجية البريطانية بالظروف المروعة في السودان، بما فيها الإعدامات الجماعية وتجويع المدنيين واستخدام الاغتصاب كسلاح حرب. وأكدت الأمم المتحدة أن جهود الدعم السريع للتحقيق في انتهاكاتها ما تزال محل شك. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 8