اختتمت في بيروت أعمال "الملتقى الإعلامي العربي" في دورته الحادية والعشرين، تحت شعار "الإعلام والتنمية.. تحالف الحاضر شركاء المستقبل"، برعاية رئيس الجمهورية اللبنانية جوزاف عون وبحضور وزراء ومسؤولين وإعلاميين وأكاديميين من مختلف الدول العربية تناول الملتقى على مدى يومين واقع الإعلام العربي في ظل التحولات الرقمية، ومستقبل المهنة أمام تقنيات الذكاء الاصطناعي، وأثر التطور التكنولوجي على قيم المهنية والمصداقية والحرية.
ركزت النقاشات على أهمية صون حرية الرأي والتعبير كركيزة أساسية للإعلام، وتهيئة بيئة تشريعية وتشغيلية تضمن ممارستها بمسؤولية مهنية ووطنية، مع الدعوة لتعزيز التكامل الإعلامي العربي من خلال تبادل الأخبار والمضامين وتنسيق السياسات الاتصالية. كما تم التأكيد على دعم الشباب الإعلامي، من خلال برامج تدريبية ومسابقات لتحفيز الإبداع، وإطلاق منصة للإبداع الإعلامي العربي حاضنة للمواهب والمشاريع الابتكارية.
وشدد الملتقى على ضرورة مواكبة التطورات التكنولوجية والذكاء الاصطناعي في الإنتاج الإعلامي والتحرير الرقمي، ومراجعة التشريعات والقوانين بما يتناسب مع العصر الرقمي، مع ضمان التوازن بين حرية التعبير وحماية الخصوصية ومكافحة التضليل كما تناول المشاركون أهمية اعتماد قوانين عربية نموذجية للإعلام تراعي المعايير الدولية وتلبي الاحتياجات الوطنية، مع الأخذ بمشروع القانون اللبناني كنموذج يحتذى.
التوصيات شملت إنشاء مرصد عربي للتطورات الإعلامية، وتعزيز الشراكة بين المؤسسات الإعلامية والجامعات ومراكز البحث، وتوحيد الجهود بين وزارات الإعلام والمؤسسات الصحفية لمواجهة التحديات المشتركة، وإطلاق حملات توعوية عربية مشتركة لدعم قيم الحوار والتسامح كما دعا الملتقى إلى إقامة المزيد من الفعاليات الإعلامية في لبنان مستقبلاً، بما يعزز النشاط الثقافي والإعلامي في البلاد.
في الختام، وجّه المشاركون تحية لشهداء الصحافة في لبنان وفلسطين وكل المنطقة العربية، مع التأكيد على حماية الإعلاميين في مناطق النزاع، وشكروا جميع الشركاء والرعاة على دعمهم للفعالية، مثمنين الجهود الكبيرة للأمانة العامة للملتقى ووزارة الإعلام اللبنانية في إنجاح الدورة.