في تصريح يعكس تصاعد التوتر الإقليمي، أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي اليوم السبت أن بلاده "مستعدة لكل الاحتمالات"، محذراً من أن طهران تتوقع "أي سلوك عدواني من الكيان الصهيوني"، في ظل مؤشرات متزايدة على احتمال اتساع رقعة المواجهة في المنطقة.
جاهزية عسكرية وتعزيز للردع
قال عراقجي إن إيران "اكتسبت تجربة كبيرة من الحرب الأخيرة"، في إشارة إلى المواجهة التي خاضتها طهران ووكلاؤها مع إسرائيل خلال الأشهر الماضية، مؤكداً أن بلاده "اختبرت صواريخها في معركة حقيقية"، وهو ما اعتبره دليلاً على "تعزيز الجاهزية الدفاعية الإيرانية بشكل غير مسبوق".
وأضاف: "إذا أقدم الكيان الصهيوني على أي عمل عدائي، فستكون نتائجه سيئة عليه"، مشدداً على أن "إسرائيل ستتلقى هزيمة أخرى في أي حرب مقبلة"، في إشارة إلى ما وصفه بـ"الفشل الإسرائيلي في تحقيق أي من أهدافه العسكرية السابقة".
اتهامات مباشرة لنتنياهو
وجّه عراقجي اتهامات حادة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قائلاً إنه "يحاول توسيع دائرة الحرب إلى المنطقة عبر استهداف المنشآت النفطية الإيرانية"، مضيفاً أن "الكيان الإسرائيلي لم يكن ليشن حرباً على إيران دون ضوء أخضر أمريكي".
ووصف نتنياهو بأنه "مجرم حرب"، مضيفاً أنه "أثبت للمنطقة أن إسرائيل هي العدو الحقيقي لها"، في وقت تتهم فيه طهران تل أبيب بالوقوف وراء عمليات تخريب واغتيالات استهدفت علماء ومواقع نووية داخل إيران خلال العامين الأخيرين.
الملف النووي وشروط واشنطن
فيما يتعلق بالمفاوضات النووية، أشار عراقجي إلى أن "هناك إمكانية للتوصل إلى اتفاق عادل"، لكنه اتهم الإدارة الأمريكية بفرض "شروط تعجيزية وغير مقبولة"، مؤكداً أن بلاده "لا ترغب في مفاوضات مباشرة مع واشنطن"، وأن "الاتفاق ممكن عبر قنوات غير مباشرة".
وأضاف أن "القدرات الصاروخية الإيرانية غير قابلة للتفاوض"، قائلاً: "لا عاقل يقبل بالتفاوض على دفاع بلاده"، في إشارة إلى رفض طهران أي محاولة غربية لتقييد برنامجها الصاروخي.
الرد على الخطوات الأوروبية
وفي سياق متصل، كشف الوزير الإيراني أن "المواد المخصبة ما زالت تحت أنقاض المنشآت النووية المستهدفة"، في إشارة إلى الضربات التي طالت بعض المنشآت النووية الإيرانية مؤخراً. واعتبر أن "تفعيل الأوروبيين لآلية الزناد غير قانوني"، مشدداً على أنه "لا يوجد إجماع دولي بشأن العقوبات المفروضة على إيران".
تأتي تصريحات عراقجي في وقت تشهد فيه المنطقة توتراً متصاعداً بين إيران وإسرائيل، خصوصاً بعد سلسلة هجمات متبادلة في سوريا والعراق والخليج، ووسط حديث عن احتمال قيام تل أبيب بعملية عسكرية محدودة ضد مواقع إيرانية، في حال فشل الجهود الأمريكية والأوروبية لاحتواء الموقف.
وفي المقابل، تسعى طهران إلى توظيف خطابها الحاد لتأكيد قدرتها على الردع، ولتعزيز موقعها التفاوضي في أي تسوية نووية محتملة، في ظل مساعٍ غربية لإعادة إحياء الاتفاق النووي ضمن شروط جديدة أكثر صرامة.