في لحظةٍ تعيد وصل الماضي بالحاضر، أطلقت الحكومة المصرية مجموعة من الطوابع والعملات التذكارية احتفاءً بافتتاح المتحف المصري الكبير، أكبر متحف للآثار في العالم، في مبادرةٍ تُجسّد مزيجًا من الفخر الوطني والإبداع الفني، وتعكس حرص الدولة على تخليد الإنجازات الكبرى في ذاكرة الأجيال.
إصدارات تجمع بين الأصالة والحداثة
جاء الإعلان في بيان مشترك لوزارات المالية، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والسياحة والآثار، أوضحت فيه أن الإصدارات تشمل عملات ذهبية وفضية وطوابع بريدية تبرز جماليات المتحف ومعماره الفريد.
البيان شدّد على أن هذه الخطوة ليست مجرد احتفاء رمزي، بل رسالة ثقافية تؤكد سعي الدولة المصرية إلى ترسيخ الهوية الوطنية وإبراز حضارتها أمام العالم بلغة الفن والرموز.
رسائل من وزراء الدولة
وزير السياحة والآثار، شريف فتحي، وصف الإصدارات التذكارية بأنها «وثيقة وطنية فنية» تجسد لحظة ميلاد المتحف المصري الكبير كرمز حضاري عالمي، قائلاً إنها تسهم في ترسيخ الوعي الثقافي وتعزيز انتماء المصريين لحضارتهم.
أما وزير الاتصالات الدكتور عمرو طلعت فأكد أن الطوابع الصادرة تمثل «رسائل حضارية مصغّرة» تحمل للعالم جمال التراث المصري عبر رموزٍ بصرية مؤمنة ضد التزييف، ومزودة بتقنية QR Code تتيح للجمهور تجربة تفاعلية للتعرف على قصة كل طابع والمناسبة التي يخلّدها.
في حين عبّر وزير المالية أحمد كجوك عن فخره بـ«براعة المصريين في صك عملات فنية تحمل روح المتحف الكبير»، مشيرًا إلى أن هذه القطع المعدنية تدمج بين الفن والتاريخ والدقة التقنية، في عمل يجسد عبقرية التصميم المصري المعاصر.
من الجنيه إلى المئة
العملات التذكارية الصادرة جاءت في ست فئات (جنيه، 5، 10، 25، 50، و100 جنيه)، وتحمل جميعها تصاميم مستوحاة من أبرز رموز المتحف:
المسلة المعلقة، مراكب خوفو، تمثال رمسيس الثاني، وقناع توت عنخ آمون الذهبي.
وقد أنتجت مصلحة الخزانة العامة وسك العملة هذه القطع وفق معايير جودة عالية، بمشاركة مصممين ومهندسين مصريين متخصصين، مع الإعلان عن كميات إضافية لتلبية الإقبال المحلي والدولي المتزايد.
طوابع تفاعلية ترسم وجه الحضارة
من جهتها، أصدرت الهيئة القومية للبريد مجموعة من الطوابع التذكارية التي تعكس ثراء المتحف، منها شيت تذكاري (14×23 سم) يضم خمسة طوابع تحمل صور تماثيل أثرية، ومجموعة من ثلاثة طوابع (5×9 سم) تجسّد الواجهة المعمارية للمتحف يتصدرها شعار «المتحف المصري الكبير».
وجميعها مؤمنة ضد التزوير ومتعددة الألوان، مطبوعة بتقنيات عالية الجودة، ما يجعلها أعمالاً فنية بحد ذاتها، لا مجرد أدوات بريدية.
رموز تحفظ الذاكرة وتبني المستقبل
الخطوة الجديدة تأتي ضمن خطة أوسع لإحياء الرموز الأثرية المصرية في وعي الجمهور، من خلال إصدارات تذكارية مستوحاة من مقتنيات المتحف الفريدة. وبهذا، تتحول الطوابع والعملات إلى أدوات ثقافية تُعيد وصل الأجيال بجذورهم، وتكرّس صورة مصر كـ«متحف مفتوح» للعالم.
من الذهب والفضة إلى الورق والألوان، تمتد يد الفن المصري لتوثّق لحظة تاريخية تجمع بين عبق الماضي وطموح المستقبل.
إنها ليست مجرد طوابع أو عملات، بل رسائل من حضارةٍ تعرف كيف تخلّد نفسها… حضارة مصر التي لا تزال تكتب اسمها في سجل الخلود.