سقوط مدينة الفاشر بعد أكثر من 500 يوم من الحصار يوضح تحولاً كبيراً في ديناميكيات الصراع المسلح في شمال دارفور تمكنت قوات الدعم السريع من السيطرة على معظم مناطق المدينة، ما أدى إلى فرار آلاف المدنيين جنوباً، بينهم نساء وأطفال.
وفق تقديرات الأمم المتحدة، يمثل الأطفال نحو 20% من الضحايا المدنيين.
الوضع في الفاشر ليس منفصلاً عن اتساع نطاق النزاع في السودان، حيث شهدت مناطق شمال كردفان السيطرة على مدينة بارا التي تبعد 40 كلم عن عاصمة الولاية الأبيض، ما يعكس قدرة قوات الدعم السريع على توسيع سيطرتها. 
كما شملت الهجمات ضربات جوية بالطائرات المسيرة على مناطق النيل الأزرق، الخرطوم، سنار، جنوب كردفان وغرب دارفور، فضلاً عن استهداف مطار الخرطوم.
الانتهاكات والفظائع المرتكبة:
تقارير الأمم المتحدة تشير إلى عمليات قتل خارج نطاق القانون أثناء عمليات التفتيش من منزل إلى منزل، إضافة إلى هجمات انتقامية تستهدف من يُصنّفون على أنهم “متعاونون”، غالباً بدوافع عرقية. في بارا، شمال كردفان، قُتل ما لا يقل عن 50 مدنياً خلال الأيام الأخيرة، بينما يتعرض المدنيون في الفاشر لأخطار مستمرة بسبب انعدام أي ممر آمن للمغادرة.
الحصيلة الإنسانية تتفاقم بفعل هجمات على مرافق الرعاية الصحية، حيث أغلقت المستشفيات أبوابها جزئياً نتيجة الهجمات على الأدوية والمعدات الطبية أعداد المدنيين المتضررين تشمل عشرات الآلاف من الفارين من منازلهم، فيما يواجه الأطفال مخاطر إضافية تتمثل في التجنيد القسري، والحرمان من التعليم، والتراجع الكبير في برامج التطعيم، مما يعرض ملايين الأطفال للأمراض التي يمكن الوقاية منها.
الضغط الدولي والمساءلة:
في جلسة طارئة لمجلس الأمن، دعا رئيس الوزراء السوداني كامل إدريس إلى اتخاذ إجراءات عملية لحماية المدنيين ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات، مؤكداً أن الصمت الدولي يوازي المشاركة في الجريمة مساعد الأمين العام للشؤون الإنسانية، توم فليتشير، شدد على خطورة استمرار الانتهاكات، مشيراً إلى قتل المدنيين وتعرض النساء والفتيات للاغتصاب.
مندوب الجزائر بمجلس الأمن، عمار بن جامع، شدد على ضرورة إرادة دولية قوية لضمان مساءلة قوات الدعم السريع، محذراً من أن استمرار الوضع يشكل خطوة نحو تقسيم السودان. 
الأمم المتحدة تعمل على حث الطرفين على خفض التصعيد، بينما تتواصل تنسيقات مع مبادرة الرباعية (مصر، السعودية، الإمارات، الولايات المتحدة) لضمان حماية المدنيين وتحسين وصول المساعدات.
انعكاسات الوضع على المدنيين:
تستمر تداعيات السيطرة على الفاشر في الضغط على البنية التحتية والخدمات الأساسية. نقص الأدوية، وحرمان المرضى من العلاج، خاصة الأطفال والحوامل، يفاقم المعاناة الإنسانية استمرار الهجمات على المدنيين والمرافق الحيوية يعكس الحاجة الملحة لتدخل دولي عاجل لتوفير الحماية وإعادة الاستقرار، مع الالتزام بمحاسبة المتورطين لضمان عدم تكرار الانتهاكات.