في إطار صفقة "طوفان الأقصى" لتبادل الأسرى، أعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أنها ستقوم بتسليم رفات رهينتين إسرائيليتين، اليوم الخميس، عند الساعة 14:00 بتوقيت غزة، كجزء من الاتفاق مع إسرائيل تأتي هذه الخطوة بعد سلسلة من الغارات الإسرائيلية على القطاع، التي أسفرت عن سقوط ضحايا، رغم إعلان إسرائيل التزامها بوقف إطلاق النار الذي بدأ في 10 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، بعد عامين من الحرب المستمرة بين الطرفين.
وقالت الحركة الفلسطينية إن تحديد مواقع الرفات صعب بسبب الدمار الكبير الذي خلفته الحرب، وأوضحت أنها سلمت حتى الآن 16 جثمانًا من أصل 28 رهينة متوفين محتجزين في القطاع، مع ملاحظة أن بعض الرفات التي تم استلامها سبق لإسرائيل استعادتها.
في الوقت نفسه، تعمل الولايات المتحدة على وضع اللمسات الأخيرة لإنشاء قوة أمنية دولية في غزة، تهدف إلى دعم تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار وحماية المدنيين، وتسهيل عمليات التبادل والمساعدات الإنسانية. وفق موقع "أكسيوس"، تتضمن الخطة نشر عناصر دولية في مناطق حساسة بالقطاع لضمان عدم تصعيد العنف، والرقابة على الممرات الحيوية لتسهيل وصول الإغاثة وتبادل الأسرى بشكل آمن.
تشهد غزة استمرار عمليات القصف الإسرائيلي، إذ أشار شهود عيان إلى قيام الطائرات والدبابات بشن غارات على مناطق شرق خان يونس وشرق مدينة غزة، رغم الاتفاق المعلن. وقال الجيش الإسرائيلي إن الضربات نفذت بدقة على مواقع وصفها بأنها "بنية تحتية إرهابية تهدد القوات"، مؤكدًا أن العمليات العسكرية تركز على مناطق يعتقد أنها تحت سيطرة حماس.
تعقب هذه التطورات استمرار أجواء التوتر بين إسرائيل وحماس بعد الانتهاكات السابقة لوقف إطلاق النار، والتي أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 104 أشخاص بينهم 46 طفلاً، نتيجة سلسلة الضربات الليلية قبل الإعلان عن الصفقة ويُعتبر تسليم الرفات جزءًا من محاولات إعادة الثقة بين الطرفين، مع تعزيز دور الولايات المتحدة لضمان الاستقرار النسبي في القطاع من خلال القوة الدولية المخطط لها.
هذا التوازن بين التسليم العسكري والتحركات الأميركية يوضح أن غزة تواجه مرحلة دقيقة، حيث تبقى الحاجة الماسة لمراقبة دقيقة ومنع أي تصعيد جديد الخطوة القادمة ستكون مرتبطة بشكل مباشر بكيفية تطبيق الاتفاق على الأرض، وقدرة القوة الدولية على فرض الأمن وحماية المدنيين، خصوصًا بعد الأضرار الكبيرة التي خلفتها الحرب السابقة على البنية التحتية الحيوية والخدمات الأساسية في القطاع.