تحركات إسرائيلية جديدة في غزة… ماذا وراء الخط الأصفر؟
تواصل إسرائيل تعزيز وجودها العسكري في قطاع غزة، عبر إطلاق النار اليومي من مسيَّرات وآليات على طول الخط الأصفر، الذي يسمح للفلسطينيين بالتحرك ضمنه تهدف إسرائيل إلى إنشاء منطقة عازلة بعرض 250 متراً من مواقع تمركز الفلسطينيين، مع توسيع سيطرة الجيش على نحو 70٪ من مساحة القطاع، مقابل 53٪ حالياً. تأتي هذه الخطوة رغم اعتراض الولايات المتحدة، ما اضطر تل أبيب لتجميد قرار اتخذته في جلسة مشاورات أمنية الأسبوع الماضي.
قصف ومجازر تستهدف المدنيين بلا تمييز:
شهدت الأيام الأخيرة سلسلة غارات على مناطق خان يونس، الشجاعية، الزيتون والتفاح، إضافة إلى تدمير مقر شركة الكهرباء بين بلدتي بني سهيلا وعبسان كما قتلت طائرة حربية فلسطينيين من عائلة العطار شمال غرب بيت لاهيا، بحجة محاولة تنفيذ هجوم على القوات الإسرائيلية، رغم بعدهم أكثر من 400 متر عن أقرب نقطة للجيش وعدم ارتباطهم بأي فصيل مسلح العملية تمت بموافقة مركز التنسيق العسكري المدني الأمريكي، لتؤكد سعي إسرائيل لتوسيع سيطرتها على القطاع.
عمليات نسف وتدمير للبنى التحتية والأنفاق:
إسرائيل نفذت عمليات نسف واسعة في شرق خان يونس ومدينة غزة، إلى جانب تفجيرات متكررة استهدفت منازل ومبانٍ، وكذلك تدمير أنفاق وممرات كانت تستخدم لأغراض مدنية.
وفق وزارة الدفاع الإسرائيلية، نحو 60٪ من أنفاق حركة حماس لم تُدمّر بعد، ما أثار جدلاً حول فعالية العمليات العسكرية السابقة.
تدهور الوضع الإنساني والطبي في القطاع:
الوضع الإنساني في غزة يزداد خطورة مع استمرار الحصار. منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 10 أكتوبر، قُتل ما لا يقل عن 213 فلسطينياً، وسط نقص حاد في المساعدات. حسب وكالة «أونروا»، ما دخل القطاع من مساعدات هو أقل من نصف ما تم الاتفاق عليه. القطاع يواجه تحديات طبية كبيرة؛ فقد حصل على 10٪ فقط من احتياجاته الطبية الأساسية، بينما يحتاج نحو 350 ألف مريض إلى أدوية للأمراض المزمنة.
إغلاق المعابر يمنع نحو 22 ألف مريض من السفر لتلقي العلاج خارج القطاع، بينهم 18 ألفاً جاهزين للسفر، وقد توفي حوالي ألف مريض بسبب القيود المفروضة. وحذر مدير مجمع الشفاء الطبي من انتشار الأمراض المعدية والفقدان المستمر للمرضى نتيجة نقص الأدوية والإمدادات، ما يعكس هشاشة الوضع الصحي في القطاع.
