تجاوز عدد القتلى المدنيين في مدينة الفاشر شمال دارفور 6,800 شخص، وفق تقديرات ميدانية حديثة صادرة عن منظمات محلية ودولية. ميليشيات الدعم السريع ارتكبت سلسلة من الانتهاكات الممنهجة، شملت اختطاف أكثر من 12 فتاة وقتل امرأة مدنية على طول طريق الفاشر – طويلة بين 20 و22 أكتوبر/تشرين الأول 2025 بعض المختطفات نُقلن إلى مواقع تابعة للمليشيا قرب جبل مرة، وفق شبكة دارفور لحقوق الإنسان.
العنف الجنسي ضد النساء والفتيات:
وثقت منظمة أطباء بلا حدود معالجة أكثر من 600 ضحية من ضحايا العنف الجنسي في ولاية شمال دارفور خلال الأشهر الأربعة الماضية، 85% منهن من الفاشر أو من مخيم زمزم القريب بين الضحايا 30% دون سن 18 عامًا، ونحو 97% من مرتكبي الجرائم كانوا من المقاتلين غالبية الهجمات وقعت في مخيمي زمزم وأبو شوك، حيث تعرضت النساء والفتيات للاغتصاب الجماعي، وأكدت المنظمة أن النساء والفتيات لا يشعرن بالأمان في منازلهن أو أثناء فرارهن أو جمع الحطب والطعام.
النزوح الإجباري وانعدام الخدمات:
أفادت الأمم المتحدة بأن أكثر من 36 ألف شخص نزحوا منذ بداية أكتوبر/تشرين الأول، معظمهم توجهوا إلى ضواحي الفاشر ومدينة طويلة التي تضم أكثر من 650 ألف نازح. المستشفيات والمراكز الصحية تعمل جزئيًا، بينما يعاني النازحون من نقص المياه الصالحة للشرب، والصرف الصحي، والغذاء، ما يزيد من خطر انتشار الأمراض المعدية. منظمة الصحة العالمية حذرت من تهديد حياة الأطفال والنساء الحوامل وكبار السن نتيجة نقص الكوادر الطبية والأدوية.
الأبعاد الدبلوماسية والتضامن الدولي:
دعت مصر والسعودية وقطر والأردن إلى وقف الانتهاكات، والتغليب لغة السلام، وفتح ممرات إنسانية فورًا، الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي ومنظمة الإيغاد وجامعة الدول العربية طالبوا بتسهيل دخول المنظمات الإنسانية إلى الفاشر. في خطوة تضامنية، نظم مجلس مدينة مانشستر البريطانية تظاهرة أمام ملعب مانشستر سيتي يوم السبت 1 نوفمبر 2025، للمطالبة بتحرك عاجل لحماية المدنيين ووقف جرائم الحرب التي ترتكبها ميليشيات الدعم السريع.
دور غوتيريس والمجتمع الدولي:
دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس إلى إنهاء حصار الفاشر فورًا، مؤكداً القلق البالغ إزاء التصعيد العسكري الأخير. وطالب غوتيريس بوقف الهجمات على المدنيين والسماح بدخول المساعدات الإنسانية دون عوائق، داعيًا إلى حماية المستشفيات ومرافق الطوارئ التي تعد شريان الحياة للسكان المحليين.
التأثير الإنساني المستمر:
تدهورت الأوضاع الإنسانية بشكل كبير، حيث تواجه الفاشر والمخيمات المحيطة بها خطر الانهيار الكامل للخدمات الطبية والغذائية النزوح الجماعي، العنف الجنسي، وانعدام الأمن الغذائي والمائي يشكل تهديدًا مباشرًا للأطفال والنساء وكبار السن، مع احتمال تصاعد موجة جديدة من النزوح داخليًا وخارجيًا إذا استمر القتال.