اتفاقية دفاعية جديدة تفتح أبواب الكليات العسكرية التركية أمام 49 طالباً سورياً

2025.10.30 - 03:48
Facebook Share
طباعة

في خطوة وُصفت بأنها مؤشّر عملي على تحسّن العلاقات بين دمشق وأنقرة بعد أكثر من عقد من القطيعة، أعلنت وزارة الدفاع التركية أن 49 طالباً سورياً سيبدؤون غداً الجمعة تدريبهم في الكليات العسكرية التركية، بموجب اتفاقية تعاون دفاعي موقّعة بين البلدين منتصف أغسطس الماضي.


وخلال إحاطة إعلامية في أنقرة، أوضح المتحدث باسم وزارة الدفاع التركية زكي أق تورك أن برنامج التدريب يأتي ضمن "مذكرة التفاهم المشتركة للتدريب والاستشارات"، التي تهدف إلى تعزيز القدرات الدفاعية والأمنية السورية، وتطوير آليات العمل المشترك بين الجيشين.

وأشار أق تورك إلى أن الدفعة السورية تضم 10 طلاب من القوات البرية، و18 من البحرية، و21 من الجوية، وسيتلقون تدريباً أكاديمياً وعملياً في مؤسسات عسكرية تركية معترف بها دولياً.

ويُعدّ هذا التطور جزءاً من اتفاقية التعاون الدفاعي التي وقعتها دمشق وأنقرة في 13 أغسطس الماضي، وتنص على التبادل المنتظم للأفراد العسكريين والمستشارين بهدف "رفع الجاهزية العملياتية وتعزيز القدرة على التنسيق في مجالات الأمن الحدودي ومكافحة الإرهاب والدفاع الجوي".

 

تأتي هذه الخطوة في سياق تقارب سياسي تدريجي بين سوريا وتركيا تقوده موسكو منذ العام الماضي، بهدف إنهاء حالة التوتر المزمنة بين الطرفين منذ اندلاع الأزمة السورية عام 2011.

ويرى مراقبون أن تدريب طلاب سوريين في المؤسسات العسكرية التركية يمثل تحوّلاً نوعياً في مستوى الثقة بين الجانبين، ويعكس استعداداً تركياً لتوسيع التعاون ليشمل الملفات الأمنية والعسكرية، بعد أن كان محصوراً سابقاً في القضايا الحدودية واللاجئين.

وفي المقابل، يعتبر محللون سوريون أن هذه المبادرة قد تفتح الباب أمام إعادة بناء مؤسسات الدفاع السورية وفق معايير تدريبية حديثة، وتساهم في إعادة صياغة العلاقة بين الجيشين ضمن إطار إقليمي جديد ترعاه روسيا وتدعمه إيران.


ورغم أن الاتفاق لا يزال في مراحله الأولى، إلا أن انطلاق أول دفعة من الطلاب السوريين إلى الكليات العسكرية التركية يضع لبنة أولى لمسار تطبيع أمني غير مسبوق، قد يعيد رسم خريطة التحالفات في شمال سوريا ويؤثر في توازن القوى الميدانية على المدى المتوسط.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 5