في تطور يثير القلق، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي إنشاء مركز قيادة جوي جديد على الحدود المصرية، بزعم مكافحة عمليات تهريب من سيناء، في خطوة يراها مراقبون تصعيدًا أمنيًّا مقنّعًا يهدف إلى إحكام السيطرة العسكرية على المنطقة الجنوبية وتعزيز النفوذ الاستخباراتي قرب الحدود المصرية.
ذرائع أمنية.. ونيات توسعية
ووفقًا لقناة i24NEWS العبرية، فإن مركز القيادة الجديد يأتي بعد اجتماع طارئ لقائد سلاح الجو الإسرائيلي مع أجهزة أمنية، تحدثوا فيه عن تزايد استخدام طائرات مسيّرة في تهريب المخدرات أو الأسلحة.
لكن خبراء مصريين حذّروا من أن تل أبيب تستخدم "فزاعة التهريب" كغطاء لتحركات عسكرية جديدة، تمهيدًا لتوسيع حضورها الجوي والاستخباراتي في مناطق حساسة جنوب فلسطين المحتلة.
ويؤكد هؤلاء أن إسرائيل تسعى لتبرير عسكرة الحدود مع مصر بذريعة مواجهة المسيرات، بينما الهدف الحقيقي هو تعزيز التفوق التقني في مراقبة المجال الجوي المصري والسيناوي.
تقنيات مراقبة متقدمة.. واختراق محتمل
الاحتلال أعلن أن المركز الجديد سيُزوّد بأنظمة رادار متطورة، قادرة على كشف الأجسام الصغيرة، إلى جانب منظومات للتشويش الإلكتروني واعتراض الطائرات المسيّرة.
لكن مصادر أمنية إقليمية عبّرت عن مخاوفها من أن هذه الأنظمة قد تتيح لإسرائيل مراقبة عمق الأراضي المصرية بذريعة “تتبع المسيرات”، ما يشكّل اختراقًا غير مباشر للسيادة المصرية.
ورغم أن إسرائيل بنت جدارًا أمنيًا منذ عام 2013 بحجة منع التسلل، إلا أنها اليوم تنقل الصراع إلى الجو، وتفتح جبهة جديدة من التحكم الإلكتروني والتجسس الجوي.
إسرائيل تهيئ المسرح لخطط أبعد
يرى مراقبون أن إنشاء مركز قيادة جوي في هذا التوقيت لا ينفصل عن التحركات العسكرية الإسرائيلية المكثفة في الجنوب، خاصة مع تصاعد التوتر الإقليمي على جبهات لبنان وغزة.
فبينما تبرر تل أبيب الخطوة بـ"الأمن"، فإنها عمليًّا توسع نطاق وجودها العسكري، وتضع يدها على مساحات جديدة من المجال الجوي الحدودي.
ويذهب بعض المحللين إلى أن هذا التحرك يتقاطع مع استراتيجية إسرائيلية طويلة الأمد تهدف إلى مراقبة شبه جزيرة سيناء بشكل مباشر، والتعامل معها باعتبارها “خاصرة رخوة” يمكن استغلالها استخباريًا وأمنيًا.
الخطوة الإسرائيلية، وإن بدت تقنية أو دفاعية في ظاهرها، إلا أنها تمثل تصعيدًا خفيًا في مشروع التمدد الأمني على حساب السيادة العربية.
ومع تواتر الأنباء عن تعاون بين أجهزة استخبارات غربية وتل أبيب في هذا الملف، تتزايد المخاوف من أن تكون الحدود المصرية الفلسطينية على وشك الدخول في مرحلة مراقبة إسرائيلية شاملة، بحجة مكافحة “التهريب”.