أثار توغل الجيش الإسرائيلي فجر اليوم الخميس في بلدة بليدا جنوب لبنان، ومقتل موظف بلدي خلال العملية، موجة إدانات رسمية لبنانية، وسط اتهامات لتل أبيب بانتهاك السيادة وخرق اتفاق وقف الأعمال العدائية، فيما بررت إسرائيل الحادثة بأنها جرت في إطار “عملية ضد بنية تحتية تابعة لحزب الله”.
تفاصيل العملية الإسرائيلية:
قال الجيش الإسرائيلي في بيان رسمي إنه "خلال ساعات الليل، وأثناء نشاط ميداني لتدمير بنية تحتية إرهابية تابعة لمنظمة حزب الله الإرهابية في منطقة بليدا، رصدت القوات مشتبها به داخل مبنى استخدم لأغراض إرهابية تحت غطاء مدني".
وأوضح البيان أن القوة "حاولت اعتقال المشتبه به، لكنها أطلقت النار بعد أن شكل تهديداً مباشراً على الجنود، ما أدى إلى إصابته"، مضيفاً أن الحادثة لا تزال قيد التحقيق.
وزعمت إسرائيل أن المبنى الذي وقعت فيه العملية "كان يُستخدم في الآونة الأخيرة لنشاطات تابعة لحزب الله"، معتبرة أن الحادثة "تجسد استغلال الحزب للبنى التحتية المدنية في لبنان لأغراض عسكرية، مما يعرض السكان للخطر".
الرد اللبناني: إدانة واتهام بانتهاك السيادة
في المقابل، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية مقتل شخص في بلدة بليدا برصاص الجيش الإسرائيلي خلال عملية التوغل، في وقت وصفت الحكومة اللبنانية ما جرى بأنه "اعتداء سافر" على أراضيها.
وقال رئيس الحكومة نواف سلام إن "التوغل الإسرائيلي في بلدة بليدا واستهداف موظف بلدي أثناء تأدية واجبه هو اعتداء صارخ على مؤسسات الدولة اللبنانية وسيادتها"، مؤكداً أن حكومته "تتابع اتصالاتها مع الأمم المتحدة والدول الراعية لاتفاق وقف الأعمال العدائية لضمان وقف الانتهاكات المتكررة وتنفيذ الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي اللبنانية".
كما دان وزير الداخلية أحمد الحجار ما وصفه بـ"اغتيال موظف البلدية"، معتبراً أنه "جريمة بشعة وانتهاك صارخ لحقوق الإنسان". وشدد على ضرورة "وقف الاعتداءات الإسرائيلية بحق المدنيين والمنشآت العامة"، مؤكداً تضامن وزارته مع أهالي بليدا وسائر موظفي البلديات الذين يواصلون عملهم رغم المخاطر.