توغل إسرائيلي في بلدة بليدا جنوبي لبنان.. وانسحاب مفاجئ

2025.10.30 - 09:36
Facebook Share
طباعة

شهد جنوب لبنان فجر الخميس توغلاً عسكرياً إسرائيلياً محدوداً داخل بلدة بليدا الحدودية، في تطور ميداني يعكس هشاشة الوضع الأمني على طول الخط الأزرق وتزايد احتمالات الانزلاق نحو مواجهة أوسع بين إسرائيل وحزب الله.

وذكرت قناة المنار أن قوة إسرائيلية مؤلفة من آليات عسكرية وجنود مشاة، وبمساندة طائرات مسيّرة، توغلت لأكثر من ألف متر داخل الأراضي اللبنانية، قبل أن تتمركز داخل مبنى بلدية بليدا وسط إطلاق نار متقطع.

وخلال العملية، أفادت مصادر محلية بمقتل إبراهيم سلامة، موظف بلدية بليدا، أثناء نومه داخل مبنى البلدية بعد إصابته برصاص القوات الإسرائيلية، ما أثار حالة غضب واستنفار في صفوف الأهالي.

وبحسب المصادر ذاتها، توجهت قوة من الجيش اللبناني إلى المنطقة فور وقوع الحادثة، واستدعت تعزيزات عسكرية تمركزت مقابل القوة الإسرائيلية المتوغلة، كما أجرت قيادة الجيش اتصالات عاجلة بقوات "اليونيفيل" (قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان) للتدخل واحتواء الموقف.

وبعد نحو ساعتين، انسحبت القوة الإسرائيلية باتجاه الحدود الجنوبية، فيما دخلت وحدات من الجيش اللبناني إلى مبنى البلدية وأجرت عملية تفقد ميدانية لموقع التوغل.

يأتي هذا التطور في وقت تشهد فيه الحدود اللبنانية – الإسرائيلية توتراً متصاعداً منذ أسابيع، مع تبادل القصف بين الجيش الإسرائيلي ومقاتلي حزب الله في أكثر من محور، أبرزها عيتا الشعب ومارون الراس ويارون.

ويرى مراقبون أن عملية بليدا تمثل رسالة إسرائيلية مزدوجة: أولاً، استعراض للجاهزية الميدانية رغم انشغال الجيش الإسرائيلي في جبهة غزة، وثانياً اختبار لردّ حزب الله في ظل الحديث عن ضغوط دولية لاحتواء المواجهة في الشمال.

بلدة بليدا تقع في قضاء مرجعيون جنوبي لبنان، وتُعد من أبرز المناطق التي شهدت مواجهات عنيفة خلال حرب تموز 2006، كما أنها نقطة تماس حساسة في خريطة المواجهات الحالية، كونها قريبة من مراكز مراقبة إسرائيلية على الحدود.

ويرى محللون لبنانيون أن التحركات الإسرائيلية الأخيرة داخل الأراضي اللبنانية تنذر بتوسيع نطاق الاشتباك تدريجياً، في ظل غياب تفاهم واضح يضبط قواعد الاشتباك بين الطرفين، رغم تدخلات الأمم المتحدة المتكررة. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 1