اتهمت حركة المقاومة الإسلامية حماس الإدارة الأمريكية بتجاهل الخروقات الإسرائيلية المتكررة لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، رغم تصريحات رسمية أمريكية تتحدث عن "ثبات الهدنة" و"استمرار التهدئة" في القطاع.
وقال حازم قاسم، المتحدث باسم الحركة، إن التصريحات الأمريكية التي تزعم أن "رد إسرائيل كان محدودا واستهدف عناصر من حماس" تتناقض مع الوقائع الميدانية التي تشهد مجازر بحق المدنيين، مشيرا إلى أن "46 طفلا و20 امرأة استشهدوا خلال الساعات الأخيرة فقط نتيجة الغارات الإسرائيلية".
وأضاف قاسم أن الحديث الأمريكي عن استقرار وقف إطلاق النار "يتجاهل كل الخروقات الإسرائيلية الموثقة"، في إشارة إلى القصف المتواصل الذي طال أحياء سكنية وملاجئ للنازحين.
من جانبه، قال نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس في تصريحات من مبنى الكابيتول، إن "الهدنة لا تزال صامدة رغم بعض المناوشات المحدودة"، مضيفا: "نتوقع أن يرد الإسرائيليون على أي هجمات، لكننا نعتقد أن هدنة الرئيس ستستمر".
وفي السياق نفسه، أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن وقف إطلاق النار في غزة عاد إلى التنفيذ الكامل، رغم تصاعد الانتقادات الدولية للانتهاكات الميدانية.
لكن الواقع الإنساني في القطاع يعكس صورة مختلفة. فقد أكد الرائد محمود بصل، المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة، أن أكثر من 70% من الضحايا هم من النساء والأطفال، موضحا أن "طواقم الإنقاذ تعمل بلا توقف في ظل انهيار كامل للبنية التحتية ونقص حاد في المعدات".
وقال بصل بأسى: "الدمار شامل، والجثث ما زالت تحت الأنقاض... أين الضامنون؟ أين الوسطاء؟ وأين العالم الذي وعدنا بالسلام؟"
ووفق مراسل وكالة أنباء آسيا في غزة، فإن القصف الإسرائيلي استهدف منازل وخيام نازحين ومدارس تحولت إلى ملاجئ، إلى جانب ساحات عامة تأوي آلاف العائلات التي فرت من مناطق المواجهات شمال القطاع.
تأتي هذه التطورات بينما يسود توتر متزايد حول هشاشة اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه قبل أسبوعين بوساطة مصرية – قطرية – أمريكية، وسط تحذيرات أممية من انهياره الكامل إذا استمرت الهجمات المتبادلة.
وتشير تقارير ميدانية إلى أن القطاع لا يزال يعيش كارثة إنسانية غير مسبوقة، فيما تواصل الولايات المتحدة دعمها السياسي لإسرائيل، رغم اتساع رقعة الانتقادات في الكونغرس والمنظمات الحقوقية الدولية.