الوضع الإنساني للاجئين السوريين في لبنان وصل إلى مرحلة حرجة، حيث تواجه العائلات قيودًا كبيرة على فرص التعليم والعمل والخدمات الأساسية، المخيمات العشوائية المكتظة تفتقر لمستوى أدنى من المعيشة، ما يضاعف من معاناة الأطفال والنساء وكبار السن، ويجعل المجتمع اللبناني المضيف أكثر ضغوطًا.
في هذا السياق، أشار تقرير مجلة فورين بوليسي إلى أن خفض المساعدات الأميركية يفاقم الأزمات الإنسانية ويزيد من احتمالات توتر الوضع الاجتماعي والسياسي في لبنان.
المخيمات في طرابلس وزحلة تتسم بظروف مأساوية، من سكن غير آمن إلى نقص الخدمات الأساسية وفرص العمل. الواقع الحالي يجعل الأطفال والشباب عرضة للتجنيد في جماعات مسلحة أو الانجذاب إلى شبكات متاجرة بالبشر، مع احتمال نشوء جيل غاضب ومحروم من التعليم والانتماء، ما يهدد استقرار لبنان على المدى الطويل.
العجز الدولي مقابل الحاجة الملحة للتدخل:
رغم أن الولايات المتحدة تعد أكبر مانح للمفوضية، إلا أن التمويل المقدم لا يغطي سوى جزء صغير من الاحتياجات، ما يزيد معاناة اللاجئين.
أي تأخير إضافي في توفير الموارد الأساسية سيضاعف المخاطر الاجتماعية والسياسية، في حين أن استثمارات عاجلة في التعليم، الرعاية الصحية والملاجئ يمكن أن تخفف آثار الأزمة بشكل ملموس على المدى الطويل.
أفق الأزمة: من المعاناة الإنسانية إلى المخاطر الأمنية
غياب فرص التعليم والعمل وتراجع الدعم الدولي يزيد من الاحتقان الاجتماعي، ما يرفع احتمال نشوء صراعات داخلية أو توسع نشاط جماعات متطرفة إعادة النظر في سياسات المساعدات وتخصيص موارد إضافية ليست مجرد واجب إنساني، بل ضرورة أمنية لمنع انهيار محتمل يستفيد منه أطراف متطرفة ويزيد خطر عدم الاستقرار في لبنان والمنطقة.