حين تتحول الجثث إلى أداة تفاوض.. تل أبيب وحماس في معركة الصورة والرواية

2025.10.29 - 03:11
Facebook Share
طباعة

في تصعيد جديد داخل السجال السياسي والإعلامي بين تل أبيب وحماس، اتهمت إسرائيل الحركة الفلسطينية بـ"تزوير مشهد العثور على جثة رهينة إسرائيلي في غزة"، ونشرت مقطعاً مصوراً قالت إنه يوثّق عملية "تمثيلية" نُفذت بمشاركة عناصر من الحركة. يأتي ذلك بالتوازي مع قرار إسرائيلي رسمي بمنع زيارات الصليب الأحمر للأسرى الفلسطينيين في السجون، ما يفاقم مناخ التوتر بين الجانبين رغم سريان اتفاق وقف إطلاق النار الهش منذ أسابيع.

 

خلال مؤتمر صحفي في القدس، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية أورين مارموشتاين إن حركة حماس "دفنت جثة رهينة ثم استدعت الصليب الأحمر لتصوير مشهد العثور عليها"، مضيفاً أن "الحركة تعرف تماماً أين تخفي جثث الرهائن، لكنها تكذب وتضلل الرأي العام".
وأشار إلى أن "جنوداً إسرائيليين قُتلوا خلال عمليات البحث الأخيرة في غزة"، مؤكداً أن بلاده "لن تقف مكتوفة الأيدي أمام ما وصفه بالاستفزازات المتكررة من حماس".

وفي بيان لاحق، قال الجيش الإسرائيلي إن لديه أدلة مصورة تُظهر عناصر من حماس "ينقلون رفات جثث من مبنى مجهز ويعيدون دفنها في مكان قريب"، تمهيداً لافتعال عملية "اكتشاف مزيفة" أمام ممثلي الصليب الأحمر. وأضاف أن "مزاعم حماس حول نقص المعدات الهندسية لتحديد مواقع الجثث غير صحيحة، وأن الحركة تواصل احتجاز رفات الرهائن رغم الاتفاقات الموقّعة".

من جانبه، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن حكومته قررت منع زيارات اللجنة الدولية للصليب الأحمر للأسرى الفلسطينيين، تطبيقاً لقانون "المقاتلين غير الشرعيين"، معتبراً أن الزيارات "قد تضر بأمن إسرائيل بشكل خطير". ويُنظر إلى القرار على نطاق واسع كخطوة انتقامية رداً على ممارسات حماس في ملف الرهائن.

وكان الجيش الإسرائيلي قد بثّ مقطع فيديو التُقط بواسطة طائرة مسيّرة، قال إنه يوثّق عملية دفن بقايا جثة رهينة داخل مبنى معدّ مسبقاً في خان يونس، قبل أن يتم استدعاء ممثلي الصليب الأحمر لتصوير المشهد.
أما رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو فاتهم حماس بتسليم "رفات رهينة كان الجيش قد عثر عليه قبل عامين"، واصفاً ذلك بأنه "خداع متعمّد ومسرحية إعلامية".

 

من جانبها، رفضت حركة حماس الاتهامات الإسرائيلية، مؤكدة أن "عملية البحث عن الجثث في قطاع غزة معقدة للغاية بسبب الدمار الهائل"، مشيرة إلى أن بعض العناصر الذين كانوا مسؤولين عن دفن الأسرى القتلى "قُتلوا خلال الحرب"، ما صعّب من الوصول إلى مواقع الدفن الأصلية.
وشددت الحركة على أن الاحتلال "يسعى لتشويه صورتها بعد فشله في استعادة بقية الأسرى رغم الهدنة".

 

منذ 10 أكتوبر الجاري، دخل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة حيّز التنفيذ، وقد أفرجت حماس بموجبه عن 20 أسيراً إسرائيلياً أحياء، وسلّمت جثامين 12 آخرين، فيما تؤكد تل أبيب أن رفات 16 إسرائيلياً آخرين ما زالت بحوزة الحركة.
وتأتي التطورات الأخيرة وسط تجمّد المفاوضات غير المباشرة بوساطة مصرية وقطرية، ما يهدد بانهيار الهدنة واستئناف العمليات العسكرية في القطاع.
 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 10