أعلنت منظمة الهجرة الدولية أن أكثر من 7455 شخصاً نزحوا من مدينة الفاشر خلال 24 ساعة فقط، لترتفع حصيلة النازحين إلى 33485 شخصاً خلال ثلاثة أيام، في مشهد يعكس انهيار الأوضاع الإنسانية في المدينة التي تحولت إلى ساحة قتال مفتوحة.
فمنذ اقتحام قوات الدعم السريع للمدينة الأحد الماضي، تتوالى الأنباء عن مجازر وانتهاكات مروعة ضد المدنيين، شملت إعدامات ميدانية واعتقالات وعمليات تهجير واسعة.
ورغم نفي الدعم السريع لتلك الاتهامات، إلا أن الصور وشهادات الناجين تروي واقعاً مختلفاً يزداد مأساوية يوماً بعد آخر.
حرب المدن واستهداف المدنيين:
تؤكد تقارير منظمات محلية ودولية أن المعارك داخل الفاشر لا تفرّق بين المقاتلين والمدنيين، إذ تُستخدم الأحياء السكنية كمناطق اشتباك، والمستشفيات كملاجئ أصبحت هدفاً بحد ذاتها.
وكشفت تنسيقية لجان مقاومة الفاشر أن جميع الجرحى داخل المستشفى السعودي تمت تصفيتهم بطرق بشعة، في واحدة من أكثر الجرائم دموية منذ بدء الحرب هذه الممارسات تضع قوات الدعم السريع في مواجهة اتهامات خطيرة بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
نزوح بلا وجهة:
تتحرك موجات النزوح من المدينة نحو القرى الريفية والمناطق المحيطة، مثل طويلة ومليط وكبكابية، وسط غياب تام للمساعدات الإنسانية وانعدام الأمن.
وتقول فرق منظمة الهجرة إنّ الأعداد مرشحة للارتفاع بسبب استمرار القتال وتدمير البنية التحتية كثير من النازحين يفرّون بلا مأوى ولا غذاء، فيما تحوّلت الطرق المؤدية إلى المدينة إلى ممرات للموت بسبب القصف المستمر.
مأساة ممتدة:
قبل اقتحام المدينة، كان يسكن الفاشر نحو 500 ألف شخص، بينما نزح منها خلال الأعوام الأخيرة قرابة مليون إنسان نتيجة الحروب المتكررة.
الآن، يعيش من تبقى في خوف دائم من الإبادة، في وقت تلوذ فيه المنظمات الدولية بالصمت أو العجز أمام حجم الجرائم التي تتسع رقعتها يوماً بعد يوم.
حرب بلا أفق:
منذ اندلاع الصراع بين الجيش والدعم السريع في 15 إبريل 2023، تجاوز عدد القتلى 20 ألفاً، وبلغ عدد النازحين واللاجئين أكثر من 15 مليون شخص وفق تقديرات أممية. ومع اشتداد المعارك في الفاشر، يبدو أن دارفور تعود إلى أكثر فصولها ظلاماً، حيث تُغتال الإنسانية ويُدفن الأمل تحت الركام.