مستشار الأسد يعترف للـCNN: بشار أمر بإعدام الصحفي الأمريكي أوستن تايس

2025.10.29 - 11:32
Facebook Share
طباعة

في تطور لافت يعيد فتح أحد أكثر الملفات غموضاً في الحرب السورية، بثّت شبكة CNN الأمريكية تقريراً مصوراً لمراسلتها كلاريسا وارد، أجرت فيه مقابلة بالكاميرا الخفية مع بسام الحسن، المستشار الأمني السابق للرئيس السوري الأسبق بشار الأسد، والذي يُعتقد أنه لعب دوراً في ملف الصحفي الأمريكي أوستن تايس المختفي منذ عام 2012.

لقاء مفاجئ ومواجهة غير متوقعة

بحسب ما أوردته CNN، فإن فريقها تلقى معلومات حصرية عن مكان إقامة الحسن في مجمع سكني فاخر بإحدى ضواحي بيروت. وبعد عملية مراقبة استمرت لساعات، تأكد الفريق من هويته قبل أن يتوجه إلى شقته مزوداً بكاميرات خفية.
بدأ اللقاء باندهاش الحسن، الذي سأل مراراً: «كيف عرفتم مكاني؟ لا أحد يعرف منزلي»، قبل أن يدعو الفريق إلى الداخل.

 

وخلال الحوار، سألته وارد عن مصير أوستن تايس، الذي كان صديقها الشخصي، فأجاب الحسن مباشرة:
«طبعا أوستن متوفي.. أوستن متوفي».


وأضاف أنه أبلغ فريقاً من مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (FBI) أن الرئيس بشار الأسد شخصياً أصدر الأمر بإعدامه، وأن التنفيذ تم عبر أحد مرؤوسيه، قائلاً: «تلقيت أمراً وأوصلت الأمر فقط.. لا أريد حماية بشار الأسد لأنه تخلى عنا وتركنا».


وعندما سألته الصحفية عن توقيت الوفاة، أومأ برأسه مؤكداً أن الإعدام جرى عام 2013، لكنه رفض الخوض في أي تفاصيل إضافية.


قبل مغادرة الفريق الشقة، تطرق الحسن إلى والدة أوستن تايس، ديبرا تايس، وقال بتأثر: «أنا أدين لها بالاعتذار.. وأنزعج عندما أتذكر ما حصل.. صدقاً أتمنى لو أن ذلك لم يحصل».

 

الصحفي الأمريكي أوستن تايس، وهو ضابط سابق في مشاة البحرية الأمريكية (المارينز)، دخل الأراضي السورية عام 2012 لتغطية الحرب الأهلية لصالح عدد من المؤسسات الإعلامية، منها واشنطن بوست وماكلاتشي.
اختفى تايس في ضواحي دمشق في أغسطس من العام ذاته، ولم يُعرف مصيره منذ ذلك الحين، رغم جهود أمريكية مكثفة للتفاوض على إطلاق سراحه، شملت اتصالات غير مباشرة مع الحكومة السورية عبر وسطاء لبنانيين وروس.

 

تأتي تصريحات الحسن بعد أكثر من عقد على اختفاء تايس، لتفتح باب التساؤلات مجدداً حول مسؤولية النظام السوري المباشرة عن مصير الصحفيين الأجانب الذين اختفوا خلال الحرب.
كما تعكس المقابلة، التي جرت في بيروت، هشاشة وضع العديد من المسؤولين السوريين السابقين الذين لجؤوا إلى الخارج بعد تراجع نفوذ النظام، وسط مخاوف من الملاحقة أو التصفية.


توقيت نشر التقرير في خضم إعادة الانفتاح العربي على دمشق يعيد خلط الأوراق في ملف العلاقات السورية – الأمريكية. فبينما تسعى واشنطن لإبقاء ملف تايس ورقة ضغط على النظام السوري، فإن تأكيد الحسن بأن الأسد «أصدر أمر الإعدام» يضع القيادة السورية في موضع اتهام رسمي قد يعقّد أي مسار تفاوضي مستقبلي بين الطرفين.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 3 + 9