شهدت مدينة رفح جنوب قطاع غزة تصعيدًا جديدًا من قبل الاحتلال الإسرائيلي، حيث شنّت الطائرات الحربية غارات مكثفة على المدينة، بالتزامن مع عمليات نسف ضخمة شرق غزة ومخيم البريج، مدعومة بقصف مدفعي كثيف هذا التحرك العسكري يأتي بعد توجيهات مباشرة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتنفيذ ضربات قوية على القطاع، في خطوة وصفها الجيش الإسرائيلي بأنها ردّ على ما يصفه بـ"انتهاكات" حماس لاتفاق وقف إطلاق النار.
مستشفى المعمداني أعلن عن إصابة عدد من المدنيين نتيجة إطلاق النار في حي الزيتون جنوب شرقي غزة، بينما أفاد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بتسجيل 125 خرقًا لاتفاق وقف إطلاق النار، بينها 52 عملية استهدفت المدنيين بشكل مباشر و9 عمليات توغل للآليات داخل الأحياء السكنية متجاوزة الخط الأصفر، وهو خط الانسحاب الأول المنصوص عليه في خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضمن المرحلة الأولى من الاتفاق.
وفق صحيفة المعارف العبرية أن القصف استهدف ردع مقاتلي حماس ومنعهم من تعريض القوات الإسرائيلية العاملة قرب الخط الأصفر للخطر.
بدأت الحوادث بإطلاق مقاتلي حماس صاروخ مضاد للدروع ونيران قنص، ما دفع الجيش الإسرائيلي للرد بضربات جوية على الأهداف في رفح، هذا التصعيد جاء بعد مقتل ضابط يانيف كولا (26 عامًا) والرقيب أول إيتاي يافيتس (21 عامًا) في هجوم مشترك لحماس جنوب القطاع، إضافة إلى إصابة ثلاثة جنود آخرين.
وزارة الصحة في غزة أعلنت أن حصيلة ضحايا ما سمتها الإبادة الجماعية منذ 7 أكتوبر 2023 ارتفعت إلى 68 ألفًا و531 شهيدًا و170 ألفًا و402 جريح، في ظل تدمير واسع للبنى التحتية المدنية. مصادر إسرائيلية أوضحت أن الهدف من الغارات الحالية هو تنفيذ عقوبات ضد حماس بعد الانتهاكات الأخيرة، مع الحفاظ على السيطرة على المنطقة الواقعة ضمن الخط الأصفر.
هذه الخطوة تعكس سياسة ردع إسرائيلي تعتمد على الضربات المركزة في مناطق التوتر، لكنها تحمل مخاطر إنسانية جسيمة، إذ تزيد من معاناة المدنيين في القطاع وتعقّد جهود إعادة إعمار المناطق المتضررة استمرارية مثل هذه العمليات قد تؤدي إلى توترات إضافية على الحدود مع غزة، مع احتمال تصعيد المقاومة الفلسطينية كرد فعل على الهجمات الإسرائيلية.