الأزمة السودانية في مرمى القلق الأوروبي: دعوات لضمان العدالة وحماية المدنيين

2025.10.28 - 07:39
Facebook Share
طباعة

أعرب الاتحاد الأوروبي، اليوم الثلاثاء، عن قلقه العميق إزاء تصاعد الانتهاكات في مدينة الفاشر غرب السودان، مشددًا على ضرورة التهدئة ووقف أي أعمال من شأنها تفاقم الأزمة الإنسانية في المدينة وأوضح المتحدث باسم المفوضية الأوروبية، أنور العنوني، أن الاتحاد يتابع الوضع عن كثب مع شركائه، ويحرص على توثيق كل الانتهاكات للقانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان، مؤكدًا أن الإفلات من العقاب غير مقبول وأن محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات ضرورة لضمان حماية المدنيين وتحقيق العدالة.

تعكس تصريحات الاتحاد الأوروبي حجم الأزمة الإنسانية التي يعانيها سكان الفاشر منذ أكثر من 18 شهرًا، حيث فرضت «قوات الدعم السريع» حصارًا أدى إلى نقص حاد في الغذاء والمياه والأدوية، إضافة إلى تعرض المدينة لقصف متواصل ألقى بثقله على البنية التحتية والخدمات الأساسية وقد أدت هذه الظروف إلى تفاقم معاناة مئات الآلاف من المدنيين، بما في ذلك النساء والأطفال وكبار السن، الذين يواجهون مخاطر حقيقية مثل سوء التغذية ونقص الرعاية الطبية الطارئة. ويمكن القول إن هذه الأزمة ليست مجرد نتيجة للصراع المسلح، بل هي انعكاس لخلل أعمق في القدرة على حماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية في ظل غياب آليات فعّالة للرقابة والمساءلة.

من الناحية التحليلية، يشير موقف الاتحاد الأوروبي إلى تصاعد المخاوف الدولية من قدرة الأطراف المحلية على الالتزام بالقانون الإنساني الدولي، ويبرز أهمية الدور الذي يمكن أن تلعبه المؤسسات الدولية لضمان وصول المساعدات وتخفيف معاناة السكان كما يسلط الضوء على تأثير الحصار المستمر على الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي في المنطقة، حيث يؤدي نقص الموارد الأساسية إلى توترات إضافية قد تؤجج العنف وتعرقل أي مساعي لإيجاد حل سياسي شامل.
يوضح التحليل الوضع أن الحلول العاجلة يجب أن تتضمن فتح ممرات إنسانية آمنة، وتكثيف الضغط الدولي على الجهات المسؤولة، مع ضمان مساءلة منتهكي القانون الإنساني لمنع تكرار الانتهاكات مستقبلاً.

في المحصلة، يعكس القلق الأوروبي الاهتمام الدولي المتزايد بحقوق الإنسان والحاجة الملحة إلى تدخل عاجل يخفف من معاناة المدنيين. كما يشير إلى أن استمرار الانتهاكات يعرض السودان لمزيد من العزلة الدولية، ويضعف فرص الاستقرار والتنمية ومن هذا المنطلق، يصبح ضمان حماية المدنيين وتوفير المساعدات الإنسانية والمساءلة الفعلية عن الانتهاكات عناصر أساسية لوقف نزيف المعاناة وإعادة الأمل للسكان في الفاشر والمناطق المتأثرة بالصراع. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 1