ما وراء بنك الأهداف الإسرائيلي في غزة.. تصعيد محسوب أم ورقة ضغط سياسية؟

2025.10.28 - 07:04
Facebook Share
طباعة

تتزايد المؤشرات داخل الأوساط العسكرية الإسرائيلية على أن الهدوء النسبي في غزة قد لا يستمر طويلاً، بعد تسريبات من صحيفة معاريف العبرية تفيد بأن القيادة الجنوبية والقوات الجوية في جيش الاحتلال تلقت تعليمات بإعداد بنك أهداف جديد للهجوم على القطاع، يتضمن شخصيات من "حماس" ومنشآت عسكرية وأنفاقًا واسعة تم رصدها حديثًا.

استعدادات ميدانية وتسريبات عن أهداف دقيقة:

بحسب معاريف، يعمل الجيش على تحديث قاعدة بيانات الأهداف لعرضها على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في اجتماع أمني يُعقد اليوم الثلاثاء وتشمل الأهداف المقترحة تدمير أنفاق في المنطقة الشرقية من ما يعرف بـ"الخط الأصفر"، وهو خط عسكري مؤقت فرضته إسرائيل داخل غزة لتحديد مناطق انتشار قواتها.
مصادر عسكرية إسرائيلية قالت إن عملية تدمير الأنفاق بدأت بعد نقل الأسرى الإسرائيليين الأحياء منها، ما يشير إلى وجود تنسيق ميداني دقيق بين وحدات الاستخبارات وسلاح الجو.

توتر سياسي بين تل أبيب وواشنطن:

في موازاة ذلك، تناقش القيادة الإسرائيلية إمكانية توسيع "الخط الأصفر" والاستيلاء على مناطق إضافية داخل القطاع، إلا أن مراقبين يؤكدون أن تنفيذ هذه الخطة يتوقف على الموقف الأمريكي.
ورغم طلب إسرائيل تنفيذ إجراءات عقابية مثل إغلاق معبر رفح ووقف المساعدات الإنسانية، فإن الإدارة الأمريكية عارضت هذه الخطوات، واستخدمت حق النقض ضدها. ويعتقد مراقبون أن نتنياهو يسعى لاختبار حدود الموقف الأمريكي قبل اتخاذ قرار نهائي بشأن الهجوم.

ذريعة الانتهاكات وتبرير التصعيد:

تزعم الحكومة الإسرائيلية أن "حماس" تنتهك وقف إطلاق النار عمدًا، من خلال ما وصفته بعمليات تضليل في ملف جثامين القتلى الإسرائيليين. وقالت المتحدثة باسم رئيس الوزراء إن الحركة "حفرت حفرة وأخرجت منها أنسجة لتوهم العالم بأنها عثرت على جثة قتيل"، مضيفة أن إسرائيل تملك أدلة على معرفة حماس بمواقع الجثامين الحقيقية.
وأوضحت هذا السلوك يمثل "خداعًا متعمدًا"، وأن جميع الخيارات مطروحة على الطاولة، بما في ذلك استئناف العمليات العسكرية.

موقف حماس وردها على الاتهامات:

من جانبها، نفت حماس الاتهامات الإسرائيلية، واتهمت الاحتلال بعرقلة جهود البحث عن جثامين جنوده داخل غزة، من خلال منعه دخول فرق من اللجنة الدولية للصليب الأحمر والمقاومة الفلسطينية إلى مناطق معينة.
وقالت الحركة في بيانها إن إسرائيل ترفض إدخال المعدات اللازمة لعمليات البحث، مما يزيد معاناة العائلات الفلسطينية ويُبقي جثامين الشهداء تحت الركام.
أكد البيان أن "مزاعم الاحتلال حول تباطؤ المقاومة لا أساس لها من الصحة"، واعتبرت أن الهدف هو "تضليل الرأي العام وخلق مبررات لعدوان جديد على القطاع".

موازنة بين الضغط والردع:

يرى محللون أن التسريبات عن بنك الأهداف الجديد تمثل وسيلة ضغط سياسي قبل أن تكون خطوة عسكرية فورية، إذ تسعى إسرائيل إلى إظهار قدرتها على الردع بعد تعثر مسار التفاهمات مع الوسطاء.
ومع أن الإدارة الأمريكية ما زالت ترفض أي عملية واسعة جديدة في غزة، فإن تصاعد التوتر حول ملف الجثامين قد يوفر للحكومة الإسرائيلية ذريعة لتبرير أي هجوم محدود أو تصعيد تدريجي.
ومع غياب مؤشرات على تقدم في المفاوضات، يظل الاحتمال مفتوحًا لعودة المواجهات في أي لحظة. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 10