العلماء يكتشفون حياة نابضة تحت جليد القطب الشمالي

2025.10.28 - 07:03
Facebook Share
طباعة

أعلن فريق بحثي من جامعة كوبنهاغن في الدانمارك عن اكتشاف علمي غير مسبوق تحت الجليد البحري في القطب الشمالي، حيث رُصدت بكتيريا دقيقة قادرة على البقاء في بيئة كان يُعتقد أنها غير صالحة للحياة، تعيش هذه الكائنات في الطبقات السفلية المتجمدة من المحيط المتجمد الشمالي وتعتمد في بقائها على تحليل المواد العضوية الذائبة في المياه شديدة البرودة.

تكمن المفاجأة في قدرة هذه البكتيريا، المعروفة باسم “بكتيريا الدايازتروف غير الزرقاء” (NCDs)، على تثبيت النيتروجين رغم ندرته في تلك المنطقة. فهي لا تقوم بعملية التمثيل الضوئي مثل الطحالب، بل تحول النيتروجين الجوي إلى مركبات مغذية، أهمها الأمونيوم، ما يتيح لها البقاء في بيئة فقيرة بالعناصر الحيوية.

جمع الباحثون عينات من 13 موقعًا مختلفًا في القطب الشمالي، ووجدوا معدلات مرتفعة لتثبيت النيتروجين، خصوصًا عند حافة الجليد حيث يزداد الذوبان تقول الدكتورة ليزا فون فريزن، المشرفة على الدراسة: “كنا نعتقد أن تثبيت النيتروجين لا يمكن أن يحدث تحت الجليد البحري، لكن الأدلة الميدانية أثبتت العكس تمامًا.”

تشير النتائج إلى وجود علاقة تكافلية بين هذه البكتيريا والطحالب؛ إذ تنتج البكتيريا النيتروجين الذي تحتاجه الطحالب للنمو، في حين توفر الأخيرة بيئة مناسبة لعمل البكتيريا. إلا أن هذا التفاعل قد يصبح مقلقًا في حال تزايد نمو الطحالب بشكل مفرط، مما يؤدي إلى ما يعرف بـ“الازدهار الطحلبي السام” الذي يهدد الثدييات والأسماك البحرية.

وترى الدراسة أن هذه النتائج تكشف عن جانب خفي من الإنتاجية البيولوجية في القطب الشمالي، وهو ما يعني أن العلماء ربما قللوا سابقًا من تقدير خصوبة هذه البيئات الجليدية. كما يربط الباحثون الظاهرة بارتفاع درجات الحرارة بمعدل يزيد أربع مرات على المتوسط العالمي، الأمر الذي يسرّع ذوبان الجليد ويغيّر التوازن البيئي في المنطقة.

تُعد هذه الدراسة أول دليل علمي على حدوث تثبيت للنيتروجين تحت الجليد البحري في القطب الشمالي المركزي، ما يفتح آفاقًا جديدة لفهم ديناميات الحياة في أكثر مناطق الكوكب قسوة وهشاشة. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 3