ليبيا: مأساة جديدة قبالة صرمان بعد انقلاب قارب يحمل مهاجرين
شهدت السواحل الليبية مأساة إنسانية جديدة بعد انقلاب قارب يقل مهاجرين غير نظاميين قرب مرسى صرمان، حيث أعلنت جمعية الهلال الأحمر الليبي – فرع صبراتة، انتشال 18 جثة وإنقاذ نحو 90 شخصًا البلاغ ورد من جهاز مكافحة التهديدات الأمنية، لتتحرك فرق الطوارئ على الفور إلى موقع الحادث وتباشر عمليات البحث والإنقاذ.
فرق الإسعاف تمكنت من التعامل مع الموقف في ظروف بحرية صعبة، وقدّمت الإسعافات الأولية والمساعدات الإنسانية للمصابين الجمعية أكدت أن جهودها تمت بتنسيق كامل مع الأجهزة الأمنية والبلدية، حرصًا على سرعة إنقاذ أكبر عدد ممكن من الناجين وضمان نقل الجثامين بطريقة تحفظ كرامة الضحايا.
الحادثة أعادت إلى الواجهة مأساة المهاجرين الذين يخاطرون بحياتهم في رحلات محفوفة بالموت، بحثًا عن فرص أفضل في أوروبا.
السواحل الليبية تحولت خلال السنوات الماضية إلى مركز عبور رئيسي، في ظل تراجع الرقابة البحرية وتنامي نشاط شبكات تهريب البشر التي تستغل هشاشة الوضع الأمني والاقتصادي.
يرى مراقبون أن استمرار هذه الكوارث يكشف فشل المقاربات الأمنية وحدها في معالجة جذور الأزمة، ويبرز الحاجة إلى حلول تنموية وإنسانية طويلة المدى غياب التنسيق الإقليمي والدولي الفاعل يسهم في تفاقم الظاهرة، بينما تبقى ليبيا، الغارقة في صراعاتها الداخلية، عاجزة عن ضبط حدودها البحرية الممتدة.
تكرار هذه المآسي يفرض على الاتحاد الأوروبي والمنظمات الدولية مراجعة سياساتها تجاه الهجرة، بما يضمن حماية أرواح المهاجرين ودعم الدول التي تواجه عبئًا إنسانيًا يفوق قدراتها، الحادث الأخير ليس الأول، لكنه يذكّر بأن طريق البحر المتوسط لا يزال مسرحًا لمآسٍ متكررة، يدفع ثمنها الأبرياء الفارون من الفقر والحروب.
