السعودية على خريطة الابتكار العالمي: استثمارات أجنبية غير نفطية تصل إلى 31.7 مليار دولار
انطلقت اليوم الثلاثاء في الرياض أعمال مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار بنسخته التاسعة، تحت شعار "مفتاح الازدهار"، بمشاركة قادة دول ورؤساء حكومات ووزراء وكبار المستثمرين وصناديق الثروة السيادية يعكس المؤتمر المكانة العالمية المتنامية للاقتصاد السعودي كوجهة استثمارية واعدة، ويؤكد نجاح رؤية المملكة 2030 في تحويل السعودية إلى بيئة اقتصادية متنوعة وجاذبة للاستثمارات.
تجاوز أهداف الاستثمار الأجنبي المباشر:
أكد وزير الاستثمار السعودي خالد بن عبدالعزيز الفالح أن المملكة حققت نجاحات ملموسة في جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، حيث تضاعفت أربع مرات منذ إطلاق رؤية 2030. ويظهر التحليل أن اقتصاد السعودية لم يعد يعتمد على النفط وحده، إذ تصل العوائد غير النفطية إلى 40% من ميزانية الدولة، بينما تمثل الاستثمارات الأجنبية غير النفطية 90% من إجمالي الاستثمارات الحالية، مما يعكس تنوع الاقتصاد الوطني واتساع قطاعات التصنيع، التقنية، السياحة وريادة الأعمال.
وأشار الفالح إلى قدرة المملكة على مواجهة تحديات كبرى مثل جائحة كورونا وتقلبات أسعار النفط بفضل السياسات المالية المرنة والاحتياطيات القوية، مشددًا على أهمية الشراكة بين القطاعين العام والخاص لتعزيز التنمية وتقليل الحواجز أمام التجارة والاستثمار العالمي.
صفقات بمليارات الدولارات في أقل من عقد:
أعلن ياسر بن عثمان الرميان، محافظ صندوق الاستثمارات العامة، أن صفقات المبادرة منذ انطلاقها قبل أقل من عشر سنوات تجاوزت قيمتها 250 مليار دولار أمريكي، ما يشير إلى قوة المملكة في استقطاب الاستثمارات الكبرى على مستوى العالم، بالإضافة إلى التحولات الاقتصادية والتقنية العالمية تتطلب توحيد الجهود بين الحكومات والقطاع الخاص لمواجهة تحديات مثل الذكاء الاصطناعي والتفاوت في فرص التعليم والدخل، مشيرًا إلى أن الناتج المحلي الإجمالي العالمي بلغ 111 تريليون دولار ومن المتوقع أن ينمو بنسبة 2.8% هذا العام، بينما يعيش نحو 808 ملايين شخص حول العالم في فقر مدقع، ما يستدعي تحالفات استثمارية وتنموية أكثر شمولًا.
رؤية 2030 نموذج عالمي للتحول الاقتصادي:
أوضح الرميان أن رؤية 2030 أصبحت نموذجًا عالميًا للتحول الاقتصادي الشامل، حيث شهدت السنوات التسع الماضية تحولاً ملموسًا في مختلف القطاعات، من بناء مدن جديدة وصناعات ناشئة إلى تطوير منظومات وسلاسل إمداد مبتكرة.
نمو الاستثمار الأجنبي في السعودية بنسبة 24% خلال عام واحد ليصل إلى 31.7 مليار دولار، مؤكداً أن المملكة أصبحت مركز جذب عالمي للاستثمارات، من خلال المبادرات الدولية مثل مؤتمر مستقبل الاستثمار، إكسبو 2030، وكأس العالم لكرة القدم 2034.
أن المؤتمر الحالي سيختتم بإعلان يجمع قادة العالم حول رؤية مشتركة للتنمية الشاملة، مما يعزز دور المبادرة كمحفز عالمي للابتكار والاستثمار المستدام.
تعكس مؤشرات الاستثمار والنمو الاقتصادي في السعودية نجاح استراتيجيات رؤية 2030 في تنويع الاقتصاد وتحقيق استدامة مالية بعيدة عن الاعتماد على النفط. كما يظهر دور المبادرات الدولية في تعزيز مكانة المملكة كوجهة استثمارية عالمية، وجذب رؤوس الأموال والتقنيات الحديثة، ما يضع السعودية في مصاف الدول الرائدة في مجال الابتكار والشراكات الاقتصادية العالمية.
