ذكاء اصطناعي في الميدان الغزّي.. مهمة مصرية لكشف المفقودين

2025.10.28 - 05:10
Facebook Share
طباعة

في مشهد غير مألوف يتقاطع فيه العلم مع المأساة، يعمل فريق مصري متخصص بين أنقاض قطاع غزة في مهمة معقدة للبحث عن جثامين رهائن مفقودين، مستعينًا هذه المرة بسلاح جديد من نوعه في ساحات الإنقاذ: الذكاء الاصطناعي.


الهيئة القومية للذكاء الاصطناعي.. العقل التحليلي للمهمة

مصدر داخل الهيئة القومية للذكاء الاصطناعي في مصر كشف لموقع “سكاي نيوز عربية” أن الهيئة وفرت دعماً تقنياً يشمل خوارزميات لتحليل الصور الملتقطة عبر الأقمار الاصطناعية والطائرات المسيرة.
البرمجيات قادرة على تحديد ما يسمى “نقاط الاشتباه الحيوي”، أي المواقع التي يُحتمل وجود جثامين فيها بناءً على شكل الانهيار ونوعية مواد البناء وكثافة التكدس.
الفريق الميداني يتلقى خرائط رقمية محدثة تُظهر مناطق الأولوية بالألوان، مما يقلل الهدر في الوقت والموارد ويرفع دقة النتائج، وسط بيئة تتغير سريعًا بفعل القصف والانهيارات المتكررة.

تلاقي التجربة مع التكنولوجيا:

المهندس أحمد صبري، خبير التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، أوضح أن دخول الذكاء الاصطناعي إلى عمليات الإنقاذ يمثل تحولًا حقيقيًا، إذ أصبحت الأنظمة الذكية قادرة على تحليل صور المباني المدمرة لتحديد نقطة الانفجار داخل الهيكل، ما يساعد في التنبؤ بالمواقع المرجحة للجثامين واختيار الطريقة الأسرع والأكثر أمانًا للحفر.

التقنيات الحديثة تمكّن الطائرات المسيرة والروبوتات من التحرك داخل الأنقاض بمرونة تشبه “فأرًا ذكيًا” يستشعر الأجسام البشرية ويتفاعل مع تضاريس المكان بدقة عالية.
الخوارزميات تعتمد على بيانات المواقع والإحداثيات الأخيرة للأشخاص المفقودين لبناء نموذج ثلاثي الأبعاد يوجّه فرق الإنقاذ إلى الأماكن المرجحة للضحايا.
كل عملية بحث جديدة ترفع من كفاءة الأنظمة، إذ تتعلم الخوارزميات من البيانات الميدانية لتصبح أكثر دقة في التنبؤ، ما يجعل الذكاء الاصطناعي أداة إنقاذ تتطور مع التجربة والميدان.

من إسطنبول إلى غزة.. دروس في التقنية والإنقاذ

رغم اختلاف الأسباب بين كارثة الزلازل والحروب، الأدوات المستخدمة في البحث تحت الأنقاض متشابهة في زلزال إسطنبول لعب الذكاء الاصطناعي دورًا رئيسيًا في تحديد مواقع الضحايا عبر تحليل الصور الحرارية والجوية، ورسم خرائط دقيقة للمباني المنهارة.
اليوم تُستخدم التقنيات نفسها في غزة وسط دمار واسع وظروف إنسانية قاسية، حيث تشكّل الطائرات المسيرة والروبوتات وخوارزميات الذكاء الاصطناعي أدوات رئيسية للبحث الدقيق وإنقاذ الأرواح.
الاعتماد على الذكاء الاصطناعي بات يرمز لانتقال جهود الإنقاذ من الفوضى إلى الدقة، ومن الجهد اليدوي إلى التحليل القائم على البيانات، في محاولة لإنقاذ ما تبقّى من تحت الركام. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 3