بن غفير يهاجم نتنياهو.. صراع داخل إسرائيل حول "الحسم في غزة" وملف الأسرى يعمّق الانقسام

2025.10.28 - 12:02
Facebook Share
طباعة

تتفاقم الخلافات داخل المؤسسة السياسية الإسرائيلية مع عودة وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير إلى مهاجمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، متهماً إياه بالتردد في "تدمير حماس نهائياً". تأتي تصريحاته في وقتٍ يتعثر فيه تنفيذ اتفاق تبادل الأسرى واستعادة الرفات، وسط مشهدٍ يعكس مأزق الحكومة الإسرائيلية بين ضغوط الداخل وتعقيدات الميدان في غزة.


في منشورٍ نشره بن غفير على منصة "إكس"، دعا الوزير اليميني المتطرف نتنياهو إلى “الكفّ عن التردد” وإصدار الأوامر لتصفية حركة حماس بالكامل، معتبراً أن عدم تسليم الأخيرة لجثامين الرهائن دليلٌ على "صمودها واستمرار قدراتها".
تصريحات بن غفير فجّرت موجة انتقادات داخل الأوساط السياسية والعسكرية، إذ رآها مراقبون محاولة لتسجيل نقاط داخلية على حساب الحكومة، خصوصاً في ظل تراجع شعبية الائتلاف الحاكم وازدياد غضب عائلات الأسرى الإسرائيليين الذين يطالبون بنتائج ملموسة.

في المقابل، تؤكد حماس أن العملية الخاصة بتحديد مواقع الجثامين معقّدة للغاية، بسبب الدمار الكبير الذي خلّفته الحرب ومقتل العديد من العناصر الذين كانوا يشرفون على ملف الأسرى. كما أشارت إلى أنها تبذل جهوداً عبر القنوات الإنسانية بالتنسيق مع الصليب الأحمر، إلا أن الدمار والركام يعرقلان الوصول إلى مواقع الدفن.

وتزامناً مع ذلك، سمحت إسرائيل لفريقٍ فني مصري بالدخول إلى القطاع للمساعدة في تحديد مواقع الرفات، باستخدام معدات ثقيلة وجرافات، في منطقة تعرف باسم "الخط الأصفر" الذي يشكل الحد الفاصل لانتشار القوات الإسرائيلية بعد انسحابها الأولي وفق خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، التي دخلت حيز التنفيذ في العاشر من أكتوبر الجاري.

ويرى مراقبون أن أزمة الأسرى والرفات تحولت إلى ورقة ضغط سياسية داخل إسرائيل، إذ يستخدمها اليمين المتطرف لاتهام الحكومة بالتراخي، في حين تخشى تل أبيب أن يؤدي أي تصعيد ميداني جديد إلى انهيار التفاهمات التي أُبرمت بوساطة مصرية وأميركية.


تأتي هذه التطورات في ظل استمرار حالة الجمود في المفاوضات حول مستقبل غزة بعد سنتين من الحرب، ووسط غياب رؤية إسرائيلية موحدة لمصير القطاع أو شكل العلاقة مع حماس في المرحلة المقبلة.
ومع تصاعد التوتر داخل الائتلاف الحاكم، يبدو أن ملف الأسرى والرفات سيظل أحد أبرز العوامل التي تحدد مسار الحكومة الإسرائيلية، بين خيار التصعيد العسكري الذي يطالب به بن غفير، أو الاستمرار في المسار الدبلوماسي الهش الذي تراهن عليه واشنطن والقاهرة.
 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 10